أكد «نور الدين كحال» المدير العام للديوان الوطني المهني للحبوب، أن الجزائر نجحت ولأول مرة في تقليص فاتورة استيراد الحبوب إلى 700 مليون دولار خلال 2010 مقابل 3 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية، بفضل وفرة الإنتاج المحلي، قائلا إن عملية استيراد الحبوب لن تكون إلا من أجل تكملة ودعم احتياجات البلاد مقارنة مع الإنتاج الوطني. وقال «كحال» في تصريحات إعلامية أمس أن الحكومة حددت هدفا لحصر قيمة الفاتورة الغذائية في حدود ال 600 إلى 700 مليون دولار في غضون السنوات القليلة المقبلة، على أن تتوجه هذه الأموال لتغطية نفقات استيراد القمح اللين، وذلك بالموازاة مع مساعي الحكومة لرفع مردودية 700 ألف هكتار كمساحة قابلة لزراعة الحبوب الموجهة لإنتاج القمح اللين، في مقابل العمل على استدامة تحقيق الاكتفاء الذاتي على المدى المتوسط في الشعير والقمح الصلب، مشيرا بهذا الصدد إلى أن الجزائر لم تلجأ إلى استيراد هاتين المادتين منذ العام الماضي. وكشف المدير العام للديوان الوطني المهني للحبوب أن هذه الجهود ترمي إلى رفع معدلات مردودية شعبة الحبوب من 17 قنطارا في الهكتار الواحد إلى قرابة 25 قنطارا، عبر مواصلة سياسة الدعم الحكومي الموجه للفلاحين بمختلف صيغه، على غرار قرض رفيق وتخفيض سعر الأسمدة ب 20 في المائة وإعفاءها من كامل الرسوم الضريبية والجمركية، بالإضافة إلى إعانة الفلاحين عند اقتناء تجهيزات الري، وتعزيز نسبة إدماج الإنتاج الوطني من الحبوب في وحدات التحويل والحد من اللجوء إلى المنتوج المستورد، وذلك من خلال فرض رسم على الواردات من القمح الصلب ضمن أحكام وتدابير قانون المالية التكميلي للعام 2010. كما تنبأ ذات المتحدث أن يكون محصول الحبوب خلال الموسم الفلاحي 2010-2011 "جيدا"، بالنظر إلى نسبة التساقط المعتبرة للأمطار في الفترة الأخيرة التي تعتبر أهم مرحلة للحرث لدى الفلاحين، وبعد بلوغ الحملة 60 في المائة من إجمالي المساحة المخصصة للحبوب عبر الوطن المقدرة ب 3.3 مليون هكتار، إلى جانب تحقيق رقم قياسي في توزيع الأسمدة ب 900 ألف قنطار من ضمن 1.5 مليون قنطار، والتي المنتظر وضعها بين أيادي الفلاحين برسم حملة الحرث والبذر للموسم الحالي. وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر تمكنت خلال عامين من تحقيق الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بالقمح الصلب واللين والشعير، بينما كانت تصنف كأول دولة مستوردة للقمح في العالم، وعليه فإن الجزائر لن تستورد القمح والحبوب للسنة الثانية على التوالي.