كشف عدد من المختصين في أمراض الأذن الأنف والحنجرة أول أمس أنه تم زرع ألف قوقعة حلزونية منذ انطلاق البرنامج الوطني لمكافحة الصم البكم عبر كامل مستشفيات التراب الوطني، مؤكدين أن ربع عمليات الزرع تمت بمستشفى القبة. وأوضحت الأستاذة «مريم لوغرادة» من المستشفى الجامعي لبني مسوس، أمام المشاركين في ملتقى الدرس الخامس عن بعد المنظم من طرف المستشفى الجامعي لبني مسوس، وبمشاركة مختصين من فرنسا وإيطاليا واليونان ولبنان وتونس ومصر، أن نسبة 26 بالمائة من مجموع الإصابات بفقدان حاسة السمع لدى الأطفال مرتبطة بالمحيط، مشيرة إلى أن بعضها يصيب الجنين خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحمل في حالة إصابة المرأة الحامل بأمراض معدية وعدم تلقيها للقاحات الخاصة بهذه الأمراض. وأضافت أن الرضيع يصاب بالصم بعد الولادة نتيجة تعرضه إلى مرض التهاب السحايا والتسمم بالأدوية واختلالات أخرى يتعرض لها الرضع خلال الأيام الأولى من ولادتهم، أما النوع الثاني من الإصابة بالصم فهي ذات طابع وراثي وتمثل نصف الإصابات بالصم لدى الأطفال تضاف إليها تلك التي يتم اكتشافها في سن 4 سنوات من عمر الأطفال بعد نطقهم. وأشارت المتحدثة إلى أنه بالنسبة للحالات المعزولة والتي تدخل في إطار التشوهات الخلقية فهي مرتبطة خاصة بالأمراض والتشوهات التي تصيب الأعضاء الأخرى مثل الكلى والقلب، وهذا النوع من الإصابات نادر جدا. ومن جانبها قدمت رئيسة مصلحة أمراض الأذن والأنف والحنجرة الأستاذة «نادية ياحي آيت مصباح» تجربة وحدة زرع القوقعة والتكفل بالأطفال الصم الذي أنشىء لهذا الغرض بمستشفى القبة، مشيرة إلى أن التهاب الإذن الذي يعرف انتشارا كبيرا لدى الأطفال يتطور مع التقدم في السن إلى التهاب مزمن يتسبب في فقدان حاسة السمع في كثير من الأحيان، كما عرضت الأستاذة «ياحي» رفقة المختصة في تمارين السمع والنطق «الأورطوفونيا» الأستاذة «بلمهدي» تجربة متابعة الأطفال الذين استفادوا من عملية زرع القوقعة والذين تتراوح أعمارهم بين عامين ونصف وأربع سنوات والذين استعادوا النطق والسمع بصفة عادية، حيث طالبت «بلمهدي» بضرورة التكفل بالتهاب الأذن منذ ظهوره لدى الصبي وتشخيصها مبكرا والتكفل بها جيدا لحماية الكبار من التعرض إلى فقدان حاسة السمع وإصابتهم بالإعاقة.