أوضح المختصون المشاركون أول امس في الدرس الخامس عن بعد، المنظم من طرف المستشفى الجامعي لبني مسوس وبمشاركة مختصين من فرنسا وايطاليا واليونان ولبنان وتونس ومصر، أن مستشفى القبة لوحده أنجز ربع (41)عمليات الزرع المنجزة عبر القطر بخصوص القوقعات الحلزونية. وقدمت الأستاذة نادية ياحي أيت مصباح رئيسة مصلحة أمراض الأذن والأنف والحنجرة، تجربة وحدة زرع القوقعة والتكفل بالأطفال الصم، الذي أنشىء لهذا الغرض بمستشفى القبة، مشيرة إلى أن التهاب الأذن الذي يعرف انتشارا كبيرا لدى الأطفال، يتطور مع التقدم في السن إلى التهاب مزمن يتسبب في فقدان حاسة السمع في كثير من الأحيان. وعرضت الأستاذة ياحي رفقة المختصة في تمارين السمع والنطق (الاورتوفونيا) السيدة بلمهدي، تجربة متابعة الأطفال الذين استفادوا من عملية زرع القوقعة، والذين تتراوح أعمارهم بين عامين ونصف وأربع سنوات، والذين استعادوا النطق والسمع بصفة عادية. ودعت المختصة إلى ضرورة التكفل بالتهاب الأذن منذ ظهوره لدى الصبي وتشخيصها مبكرا والتكفل بها جيدا، لحماية الكبار من التعرض إلى فقدان حاسة السمع وإصابتهم بالإعاقة. كما اعتبرت الأستاذة ياحي أن جراحة ''الاوستوسبيوز''، من بين العوامل المتسببة في فقدان السمع لدى النساء مؤكدة بأن هذه الإصابة تتطور مباشرة بعد الحمل الأول. وفيما يتعلق بالتكفل بجراحة ''الاوستوسبيوز''، قالت المختصة أن المصلحة التي تشرف عليها تعالج هذا المرض بواسطة أشعة الليزر''سي. أو. دو''، الذي أعطى نتائج إيجابية بدون صدمات ولا جراحة. أما الأستاذة مريم لوغرادة من المستشفى الجامعي لبني مسوس، فقد تعرضت من جانبها إلى مختلف أنواع الصمم لدى الأطفال، وفي مقدمتها تلك المرتبطة بالمحيط والتي تمثل نسبة 26 بالمائة من مجموع الإصابات بفقدان حاسة السمع لدى هذه الفئة، فبعضها يصيب الجنين خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحمل، في حالة إصابة المرأة الحامل بأمراض معدية وعدم تلقيها للقاحات الخاصة بهذه الأمراض. كما يصاب الرضيع بالصم بعد الولادة، نتيجة تعرضه إلى مرض التهاب السحايا والتسمم بالأدوية واختلالات أخرى، يتعرض لها الرضع خلال الأيام الأولى من ولادتهم. أما النوع الثاني من الإصابة بالصم فهي -حسب نفس المختصة- فهي ذات طابع وراثي (جينية)، وتمثل نصف الإصابات بالصم لدى الأطفال تضاف لها تلك التي يتم اكتشافها في سن 4 سنوات بمن عمر الأطفال بعد نطقهم. وبالنسبة للحالات المعزولة والتي تدخل في إطار التشوهات الخلقية، فهي مرتبطة خاصة بالأمراض والتشوهات التي تصيب الأعضاء الأخرى، مثل الكلى والقلب وهذا النوع من الإصابات نادر جدا حسب الأستاذة لوغرادة. للإشارة، فإن هذا الدرس الذي أشرف عليه الأستاذ عمر زميرلي رئيس مصلحة أمراض الأذن والأنف والحنجرة لمستشفى بني مسوس، قد تم تحضيره من طرف خلية بيداغوجية مختصة، شاركت فيها مستشفيات كل من بني مسوس وعين النعجة والقبة وتيزي وزو وباب الوادي. وتميز هذا الدرس الخامس المنظم عن بعد بتقديم مداخلات من طرف مختصين جزائريين، ثمنها المختصون الأجانب المشاركون في هذا اللقاء العلمي .(و. ا)