بينهم 3 صحافيين..استشهاد 9 فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمالي غزة    إعادة تشغيل مطار حلب الدولي أمام حركة الطيران : السوريون يحتفلون بالذكرى ال14 للثورة    ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد : الفنان مبارك دخلة يطرب الجمهور بباقة من اغاني المالوف    طاقات متجددة : المشاريع المشتركة محور لقاء بين السيد ياسع وسفير ألمانيا بالجزائر    هنأ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.. رئيس الجمهورية يهنئ السيدة حدادي بمناسبة تنصيبها ومباشرة مهامها    ديباجة العدد 99 من مجلته الدورية : مجلس الأمة يجدد التزامه بدعم مشروع بناء "الجزائر المنتصرة"    لمواكبة التحولات الرقمية.. دعوة إلى عصرنة المركز الوطني للسجل التجاري    حج 2025:اختيار رحلة الحج نهائي وغير قابل للتغيير    الجمعية العامة العادية ال 22 "للاكنوا" : إعادة انتخاب براف يؤكد حوكمته في التسيير لخدمة الرياضة في افريقيا    وزير التربية الوطنية يشرف على الاحتفال باليوم الدولي للرياضيات    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48543 شهيدا و111981 جريحا    الجمعية العامة العادية ال 22 "للاكنوا": التركيبة الجديدة للمكتب التنفيذي    خبراء ومسؤولون : الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتعزيز الأداة الوطنية للإنجاز    فرنسا بدأت استخدام الكيمياوي بالجزائر سنة 1830    المخزن يُكرّس القمع وتكميم الأفواه    مولوجي تلتقي نظيرتها الأردنية    شرفة يترأس اجتماعاً    بلوزداد يواصل رحلة الكأس    الجمعية العامة العادية ال 22 "للاكنوا" : اعادة انتخاب الجزائري مصطفى براف بالتزكية على رأس الهيئة الرياضية القارية    دراجات: الجزائر تحتضن البطولة العربية 2025 للدراجات على الطريق والدراجات الجبلية    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى تظافر الجهود لمواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة    سوق أهراس.. احتراق 7 حافلات بحظيرة مؤسسة النقل الحضري و شبه الحضري    تكريم الفائزات في مسابقة المقاولات الناجحات    المسابقة الوطنية في تجويد القرآن "قارئ تلمسان": تكريم الفائزين بالمراتب الأولى    بلمهدي يُرافِع لتكوين مُقرئين ومؤذّنين ببصمة جزائرية    حفاوة جزائرية بالثقافة الفلسطينية    هكذا تحارب المعصية بالصيام..    الجزائر تدافع عن مصير الضحايا والناجين من الألغام    حج 2025: اختيار رحلة الحج نهائي وغير قابل للتغيير    ذوو الهمم قدوة في مواجهة الصعاب    رمضان : آيت منقلات يحيي حفلا بأوبرا الجزائر    مجمع سونلغاز يكرم عماله من ذوي الاحتياجات الخاصة    الجزائر العاصمة: توقيف امرأة تمتهن الطب بدون شهادة أو رخصة    رمضان: "إفطار جماعي ضخم" بالجزائر العاصمة    الأمم المتحدة تحذر من تزايد حدة الأزمات الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية    ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين في غزة خلال العدوان الصهيوني إلى 206    عملية استعجالية لتهيئة "سوق العاصر"    أقبو بشعار: التعثر ممنوع لتفادي الانفجار    تسويق 3.3 أطنان من الأسماك في الأسبوع الأول من رمضان    7 موزعات آلية جديدة تدخل الخدمة    خطوة إضافية لإعادة بعث السوق المالية    إدراج مكتب أعمال دنماركي في القائمة السوداء    "الطيارة الصفراء" تمثّل الجزائر    الدكتور بوزيد بومدين يدعو لفتح نقاش علمي تاريخي اجتماعي    بوشعالة والفرقاني يبدعان بأوبرا الجزائر    دعوة أطراف النزاع إلى اغتنام رمضان لوقف الاقتتال    200 مطعم رحمة تجمع العاصميّين في رمضان    مسابقة لاختيار أجمل بلدية ببومرداس    اجتماع الجزائر نقطة تحول بالنسبة للرياضة الأولمبية القارية    حفظ الجوارح في الصوم    العودة إلى قمم كرة القدم الإفريقية والدولية    بداري يزور الطلبة المصابين في حادث مرور بسطيف    تسويق أقلام الأنسولين المحلية قبل نهاية رمضان    زَكِّ نفسك بهذه العبادة في رمضان    ديوان الحج والعمرة يحذّر من المعلومات المغلوطة    رمضان.. شهر التوبة والمصالحة مع الذات    نزول الوحي    قريبا.. إنتاج المادة الأولية للباراسيتامول بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استنطاق المسكوت عنه وقراءة خلف السّطور

الحدث الثقافي الأبرز الذي نعيش على وقعه هذه الأيام هو المهرجان السينمائي العربي بوهران.. ومنذ افتتاحه ثارت ثرثرات.. نقد وانتقادات.. وقيلت كل مقولات البوقالات التي لم تتنبأ مطلقا بهكذا طبعة.. المهرجانات وجدت لتكون طقسا وتقليدا تطبع به ثقافات الشعوب بسمة العراقة ومهرجان وهران في كل عام يراودنا عن وعينا ويجعلنا نعصب أعيننا ونقول ببراءة الصغار.. إننا في ركب العراقة سائرون.. لكنه هذا العام أرغمنا على نزع العصابة باكرا.. رغم الجهود المبذولة التي نثمّنها.. لكن هناك ما يقال..
ضيفة الشرف التّونسية فريال يوسف
هذا التّبادل الثقافي الجميل لن تكون له انعكاسات سلبية
أكدت الفنانة التونسية فريال يوسف أنها لا تتوقّع غضب الجمهور المصري منها بسبب عزمها السّفر إلى الجزائر للمشاركة في مهرجان وهران السينمائي، مستشهدة بإعلان الفنان المصري خالد أبو النجا حضور المهرجان.وفيما أشارت إلى أن التقارب بين شعبي مصر والجزائر جاء بأسرع مما كانت تتوقع بعد نشوب الخلافات، فإنها بانتظار المشاركة في مسلسل يتناول سيرة الشيماء، أخت الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الرضاعة. وأكّدت فريال أنّها تعشق أرض مصر وأهلها، ولا تتوقع أن يثير سفرها إلى الجزائر للمشاركة كضيف شرف في مهرجان وهران السينمائي أي خلافات بينها وبينهم.. وأضافت فريال أنه إذا كانت العلاقة الدبلوماسية والسياسية بين الشعبين لم تتأثر بمجرد مباراة كرة قدم، فمن الطبيعي أن لا يكون هناك مقاطعة فنية بين الشعبين، بل هناك حالة من السلام قائمة الآن بين البلدين.وأشارت إلى أنها كانت تتوقع أن تطول الخلافات بين كل من مصر والجزائر أكثر من ذلك، ولكن ما حدث جاء عكس توقعاتها وانتهت حالة الخلاف بشكل سريع، وأن العلاقة جميلة الآن بين الشعبين، وهناك تبادل ثقافي وفكري وفني بينهم، والفن بالطبع هو لغة الشعوب.وقالت فريال إنه ليس شيء غريب على الشعب المصري أن يكون له السّبق في إصلاح المواقف الصعبة ومواجهة المشاكل وتسهيلها وحلها، وهو ما اتضح جليا في أزمة أم درمان.
الفنّان الحاضر الذي غاب خالد أبو النجا يبرئ يسرا
ما أفسده تعصّب الإعلام سيصلحه الفن
أشار الفنان الذي حضر وغاب إلى أن الفن بإمكانه تجميع الشعبين ثانية، بعد نجاح الإعلام في التفرقة بينهما.وأكد أبو النّجا أن فيلمه "ميكروفون" سيكون حاضرا في مهرجان "وهران"، رافضا ما تردد عن انسحابه من المشاركة، بدعوى أنه شارك بذات الفيلم في مهرجانات القاهرة ودبي ولندن وسالونيك باليونان واستكهولم بالسويد.وقال: "الدعوة وجهت لي من مهرجان سينمائي جزائري عربي كبير، وسألبي " واعتبر أبو النجا "أن انتقادات بعض الفنانين من شأنها إشعال فتيل الأزمة مجددا"، مضيفا "لن أهتم بها، ولن أرفض المشاركة في مهرجان "وهران"، حتى لو كنت شاركت بفيلمي في أكثر من 10 مهرجانات دولية كبيرة".وحذر الفنان المصري من التمادي في الأخطاء، مؤكدا أن الإعلام من تسبب في تلك الأزمة، وعليه أن يطفئها الآن حتى تعود المياه إلى مجاريها بين الشعبين الشقيقين. وأشار إلى أن "الإعلام ساهم في توليد الكراهية بين جمهور البلدين، ويجب عليه الآن أن يصلح خطأه، لأنّ الإعلام إذا كان من الممكن أن يفرق بين شعبين، فإن الفنون لها دور كبير في تجميع الشعبين حول عمل واحد". وأضاف أن الفنانة يسرا قالت له: "إن كلاما قيل على لسانها لم تدل به، ولأن ما كتب في الصحف وقت الأزمة لم يكن كثير منه حقيقيا".
كولسات خارج التغطية:
.."سماح يا أهل السماح..."، "تصالحنا إذن ..ماشي" هكذا همس البعض على هامش التظاهرة السينمائية الكبيرة التي تحتضنها وهران، في الوقت الذي قال البعض إن المهرجان بعاصمة غرب البلاد، سيكون تتمة أيضا للمصالحة، في جزء أساسي منها، يتعلق بالفن، ولو كان صلحا معطوبا أو ناقصا، من خلال استضافة الفنانين الذين لم يسيئوا للبلاد، وفي مقدمتهم النجم السينمائي البارز، خالد أبو النجا، برفقة عدد من الإعلاميين والنقاد، أمثال محمد فايق.
.. هل شفعت السينما للكرة أم تراها الكرة نزلت عن سدتها العاجية وراحت تطرح بساطا أحمر لغنج السينما العربية.. من الدوحة إلى وهران صلح رياضي يهدهده صلح سينمائي هكذا ظهرت الصورة،لكن المسألة ليست بهذه السهولة يقول عدد كبير من المواطنين بوهران والذين تعوّدوا على استقبال الفنانين المصريين بالورود والأحضان خلال هذا المهرجان، "ذلك أن الجرح كان كبيرا، ولا يزال، ويصعب ابتلاعه بسهولة..."
..السيد عريف أو المسيو أوريف كما تحب لغة موليير أن تدلّعه دافع عن التهمة الموجهة إليه إثر تجاهل تكريم سيدة السينما الراحلة كلثوم مؤكدا في السياق ذاته أنه لن يتم تكريم الراحلة الفنانة كلثوم، وهذا لاعتبارات هامة، منها أنّه سيتم تنظيم حفل كبير لتكريم الراحلة، ولهذا تقرر عدم إدراج اسم كلثوم في قائمة المكرمين، لأنها أكبر من أن تكرم في افتتاح مهرجان للفيلم العربي. وأضاف "لقد سبق وأن كرمت الراحلة قبل وفاتها من جانب جمعية أضواء، وأردنا ألا نضيف للمكرمين في المهرجان أسماء فنانين راحلين، حتى لا يخيم على الافتتاح الجو الحزين".ولم يكشف المتحدث الجهة التي ستنظم حفل التكريم الكبير؛ إلاّ أن محافظ المهرجان كشف عن أنها ستكون وزارة الثقافة، والتي نظمت في وقت سابق تكريمات لفنانين راحلين..
.. البرنسيسة المتألقة سوزان نجم الدين التي لا يزعجنا انزعاجها لأنها فنانة من الطراز الراقي والحاضرة كعضو لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة أعربت عن فرحتها في تحقق أمنيتها في أن لاتغيب مصر أو أي بلد عربي عن الجزائر.وتابعت: "أرجو من كل قلبي أن يجمعنا كعرب الفن والسينما بعد أن فرقتنا السياسة والكرة"
- آمال بوشوشة وعلى هامش حضورها لم تسلم من هجوم الصّحافيين وقد أعربت عن أملها في أن تحقق هذه التظاهرة "الاحتكاك المفيد بين أعضاء الأسرة السينمائية العربية" وأن يترجم هذا الاحتكاك والتعارف إلى "أعمال ومشاريع سينمائية ملموسة تخدم مكانة الفيلم العربي في الساحة السينمائية الدولية". كما أوضحت بأنّها تلقت الكثير من العروض للتمثيل في أعمال سينمائية وتلفزيونية خاصة في سوريا وأنها بصدد دراسة هذه العروض مشيرة أن اهتمامها كبير للمشاركة في أعمال سينمائية جزائرية. وبمناسبة مشاركتها في فعاليات هذا المهرجان
والسّينما الجزائرية تتجاهل أيقونتها الرّاحلة
لا تكريم كلثوم يثير جدلا بالشارع
أثار غياب اسم أيقونة السينما الجزائرية الراحلة "كلثوم" عن منصة التكريم في الدورة الرّابعة للمهرجان الدولي للفيلم العربي "بوهران" جدلا في الوسط الفني والشعبي، على اعتبار أنها الأَوْلى بالتكريم في حدث سينمائي كبير، خاصة وأن المهرجان يتزامن مع ذكرى الأربعين لرحيل الفنانة الكبيرة.وقبل أسبوع فقط من افتتاح المهرجان الذي يقام ما بين 16 و23 ديسمبر هاجم المدونون والمشتركون في المواقع الاجتماعية "فيس بوك" و"تويتر" الحدثَ الفني الضخم الذي أقصى عميدة الممثلات الجزائريات من التكريم.وعبر المدونون عن سخطهم قائلين: "كان الأجدر بأن يفكر القائمون على المهرجان في الشخصيات التي ستكرّم بدقة". وقال أحد الأشخاص في تعليق له: "عندما نفقد نجومنا وفنانينا ولا يتذكرهم أحد فما هدف مهرجان وهران إذا ما تناسى أيقونة بحجم الراحلة كلثوم؟!".نفس روح السخط تولدت لدى الفنانين الذين انتقدوا عدم تكريم الراحلة، وقالت ممثلة تلفزيونية رفضت ذكر اسمها: "تكريم الراحل العربي زكال وشافية بوذراع كان في محله في افتتاح المهرجان، ولم ينقص سوى إضافة اسم الراحلة كلثوم". ويرى الجزائريون أنّ "تكريم الراحلة كان أفضل لو كان في مهرجان يليق بحجمها واسمها، وهو مهرجان وهران، الذي يتزامن مع ذكرى الأربعين الخاصة بها".
السّينما العربية في ميزان هولندي للمرّة الأولى
السينما تحقّق الأمن الاجتماعي والحوار الثقافي
اختتمت مساء أول أمس، فعاليات قافلة السّينما العربية الأوربية في مدينة فينلو الهولندية، عاصمة إقليم "ليمبورخ الشّمالية"، المحاذية للحدود الألمانية، حيث تابع محبو الفن السابع في هذه المدينة عروض ثمانية أفلام عربية على امتداد يومين. و تعد هذه التظاهرة الفنية العربية الأولى من نوعها، حيث لم يسبق لمهرجان الفيلم العربي في روتردام أنّ سير قافلته المعتادة بعد دورته الرئيسية في شهر جوان، إلى هذه المدينة.
وقال "يوس تايون" نائب رئيس بلدية المدينة المكلف بالشّؤون الثقافية، عن سروره بتنظيم مهرجان للفيلم العربي في مدينته، منوّها بالدّور الذي يقوم به المهرجان في خدمة الحوار العربي الأوربي وخلق فرص للتلاقي بين المواطنين الهولنديين من أصول مختلفة ومواجهة أفكار التّعصب والانغلاق والكراهية والعنصرية. وأكّد المسؤول الهولندي على إيمانه برسالة السينما في تحقيق الأمن الاجتماعي و الحوار الثقافي، و توجه بالشكر والتقدير لإدارة مهرجان الفيلم العربي في روتردام، لتفكيرها المتواصل في توسيع دائرة أنشطة المهرجان لتبلغ المدن البعيدة عن دائرة الاهتمام التقليدية، كمدينة "فينلو" التي يعتقد كثير من الناس أنها مدينة " خيرت فليدرز" زعيم اليمين المتطرف في هولندا، وهو ما يخالف حقيقتها كمدينة ترحب بالتعدد الثقافي و تدعو إلى التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع. ومن جانبها، عبرت لطيفة تاشي منسقة قافلة السينما العربية الأوربية، والمسؤولة الإدارية والفنية في إدارة المهرجان، في كلمتها الافتتاحية عن اهتمام مجلس إدارة مهرجان الفيلم العربي في روتردام بإيصال الفيلم العربي إلى كافة المدن الهولندية، ومد الجسور مع الجمهور الهولندي الراغب في التعرف على الثقافة العربية والإسلامية، و مواصلة الانتصار لروح الحوار الإيجابي أيا تكن الظروف السائدة صعبة وغير ملائمة ومشجعة للأفكار العنصرية والشعبوية. وأضافت تاشي أن برنامج المهرجان في "فينلو" حاول أن يدمج بين أفلام روائية وثائقية، وأفلام طويلة وقصيرة، بالإضافة إلى ندوة حوارية عن " واقع المرأة العربية في هولندا من خلال صورتها في الأفلام السينمائية"، احتضنتها قاعة العروض "نيو سان" التي احتضنت فعاليات المهرجان.و يأتي تنظيم قافلة السينما العربية الأوربية هذا العام، على الرغم من الظروف الصعبة التي خلقتها الأزمة المالية العالمية، ضمن إصرار إدارة مهرجان الفيلم العربي في روتردام على تذليل كافة العقبات والتشبث بحقه في ممارسة دوره في مشروع حوار الحضارات والثقافات، المطروح باستمرار على طاولة العلاقات العربية الغربية .. كما تجدر الإشارة على الجزائر باستضافتها لمهرجان السينما العربية تماشيا مع هذه الفعاليات امتداد آخر لاندماج السياسات الجزائرية في ركب التحولات العالمية الفنية والاقتصادية والسياسية أيضا.. وباستضافة الوفد المصري دليل قاطع على هذه الرؤى الطامحة لطي صفحات خلاف أرعن لم يؤخر ولم ينقص من توغل العلاقات بين البلدين في التآخي والتكامل..
قرجعة كرونولوجية:
- افتتح مساء أمس 16ديسمبر 2010 فيلم "خارجون عن القانون " للمخرج الجزائري رشيد بوشارب،بقاعة سينما المغرب فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي..
-تستمر الفعاليات حتى مساء 23ديمسبر 2010..
- غاب بوشارب عن حفل الافتتاح بسبب التواجد حاليا في مدينة لوس أنجلس لعرض الفيلم نفسه في ظل سباق أوسكار أحسن فيلم أجنبي.
- شهد حفل الافتتاح حضورا لافتا للسينمائيين العرب، على رأسهم الممثلة السورية سوزان نجم الدين والنجم الجزائري حسان كشاش حيث استقبلت مدينة وهران الباهية ضيوفها العرب والأجانب على السجاد الأحمر.
-أطلت عاصمة الفن والثقافة العربية "وهران" بحلة سينمائية، حيث تعيش المدينة ليالي أنس مميزة على وقع فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الذي يحتفي هذه السنة ب" السينما الخليجية"..
- من المنتظر أن تعرض خلال مدة المهرجان ستين فيلما خليجيا أهمها ثلاثة أفلام روائية طويلة منها الكويتي"بس يا بحر" لصاحبه خالد الصديق، وفيلم البحريني " حكاية بحرينية" لصاحبه بسام الذوادي، و الفيلم الإماراتي "دارالحي" علي مصطفى، تضاف إليها تسعة أفلام قصيرة بالتعاون مع مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي.
- أعلنت الرئيس الشرفي لهذه الدورة الإعلامية أسماء إيتيم، وألقت بالنيابة عن مستشارة وزيرة الثقافة زهيرة ياحي،كلمة للحضور ذكرت فيها أن المهرجان يراهن على عرض أفلام سينمائية تعكس الواقع والألم في الوقت نفسه.
- "إن الدعم الذي يقدمه الراعي الأول للمهرجان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، هو سعي من أجل ميلاد سينما حقيقية".
مهرجان وهران يعاني الزكام
من المثير للاهتمام في مهرجان وهران السينمائي هذا العام نقاط عدة تنحسر فيها رؤى التفاؤل التي كنا نطمح إليها وتتبدى لنا نقاط ضعف تحسب عليه نذكر منها:
هو المهرجان الذي انطلق من تظاهرة استثنائية كبرى"الجزائر عاصمة للثقافة العربية", وهو واحدٌ من أنشطتها التي حفلت بها عموم المدن الجزائرية، وكان المهرجان من نصيب وهران لكننا نرى وخاصة في هذه الطبعة انحسار المتفرج المحليّ عنه وكأنه كان من الأجدر أن ينعقد في الجزائر العاصمة .
هو إذاً مهرجان مناسباتيّ، غير تأسيسي، احتفالي، تمّ تنظيمه، وبرمجته على عجل، ربما قبل ثلاثة شهور أو أقل أو أكثر المهمّ أنّ الوقت بصفة عامة غير كاف مطلقا..
كما طغت أشكال (كرم الضيافة) على نشاطاته السينمائية المأمولة، فأزاحت بعضها، وألغت أخرى، وبسببها(وليس بفضلها)، اختفى أيّ نشاط سينمائي ليلي بل حتى مسائي..
حاول المهرجان تقليد احتفاليات مهرجانات عربية أخرى مثل دمشق، مراكش، دبي ...دون امتلاك خبراتها بالتوفيق ما بين نشاطها السينمائي والاحتفالي.
ومن الملاحظات المُؤلمة لأيّ ضيف مخلص للسينما فراغ القاعات المُخصصة للعروض، إلاّ من جمهور وهراني عابر، قاده الفضول وحده للدخول إلى قاعاتٍ كئيبة، ليحتمي من لذع الفراغ وإن كان البرد يسيطر على بعض القاعات التي تجلس فيها مشاهدا راغبا وتنفلت منها مزكوما أسنانك تصطك..
الاحتفاء المرجو بالضيوف لم يكن في المستوى المطلوب ولم يعكس قداسة البساط الأحمر خاصة فيما يخص الخدمات الفندقية..
غياب الوجوه السينمائية المعروفة وهو ما انعكس سلبا على مصداقية المهرجان كله.. إضافة للتوقيت السّيء الذي صادف موجة البرد القاسية التي شهدتها البلاد ، والتغيير في التوقيت في حد ذاته مدعاة لوضع ماركة اللاحتراف واللاطقس سينمائي على فعاليات المهرجان..
مخرجون قالوا:
فاطمة بلحاج/نحن مبدعون والقائمون بعيدون:
ليس لدي أدنى فكرة فلم توجّه لي أيّ دعوة ولأنّ خبرتي كبيرة إذ حضرت عدة مهرجان عربية ودولية فإن نقطة المصداقية هي نقطة الارتكاز لأي مهرجان ناجح لكن الجهة المشرفة على هذا المهرجان غائبة في هذه النقطة فالسيد المحافظ غير معروف أصلا على الساحة السينمائية في حين كان من المفروض أن تكون الجهة القائمة غير بعيدة عن الساحة بل تكون من أهلها حاملة لهمها ولتوجهاتها وتطلعاتها الثقافية .. مهرجان القاهرة مثلا هناك دائما فنانون من العيار الثقيل نجدهم في الهيئة التنظيمية.. ثاني نقطة كانت في التّكريمات فمع أن شافية والعربي يستاهلو كل خير .. إلاّ أنّ تكريم الرّاحلة كلثوم كان أمرا ضروريا وهذا ما قد يسبّب عزوف الجماهير التي لا نشاركها ذوقها وطموحها في ملاقاة وجوه سينمائية معتبرة.. كما أنّ تكريم شافية نُظر إليه فقط من باب مشاركتها في "خارجون عن القانون".. وتناسوا دورها في فيلمي فتناسوا دعوتي أيضا..
محمد حازرلي/ المهرجان ملك للجزائر وغياب حمراوي لا يؤثر
نتمنى بطبيعة الحال الاستمرارية لهذا المهرجان حتى دون حمراوي .. أنا شخصيا ضد هذه الفكرة.. فالمهرجان ملك للجزائر وليس لشخص ولكنني أعتب على الجهة المنظمة هذا التوقيت السيء الذي كان له كبير الأثر في عزوف الجماهير.. حاليا أقوم بتصوير شريط وثائقي خاص بتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ومع أنني لم أتلق أي دعوة لحضور المهرجان فما كنت لأحضر في حال مغايرة لأن التزاماتي تمنعني.. وهذا لا يمنعني من مواكبة الحدث مع تمنياتي بالنّجاح خاصة أنه يعد أيضا واجهة لتسويق اللهجة الجزائرية والتواصل العربي.. إننا نستفيد من هذه التّجارب.
محمد لعماري/المهرجان شرف للجزائر:
مهرجان وهران الذي لم أدع له شرف للجزائر باعتباره تظاهرة ثقافية فنية كبيرة ذات نطاق عربي واسع وخير دليل على ذلك أنّنا فتحنا الأبواب لكلّ الناس ولم نستثن المصريين في سبيل إقامة علاقات ثقافية.. المهرجان سمة ثقافية فنية لا يجب خلطها بتداعيات أخرى كما أنّه تمّ ولله الحمد إبرام صلح رياضي فما بالك بالجانب الثقافي.. إنّها قضية عربية ويجب تصفيتها بآفاق ثقافية.. فيما يخصّ التكريمات فأقول إنّها كانت في محلها زكّال وسيد علي كويرات وشافية كلهم وغيرهم قامات سينمائية على المستوى العربي نفسه لزائرينا..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.