قال الدكتور «عبد الناصر جابي»، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية التحقت وتبنت المقاربة التي طرحتها الجزائر من أجل التصدي للإرهاب، وتحديدا تنظيم «القاعدة» في منطقة الساحل الصحراوي، مؤكدا أن هناك العديد من المؤشرات التي تُثبت صحة هذا التحليل خاصة منها إعلان الأمريكيين استعدادهم تقديم الدعم اللوجيسيتيكي لبلدان المنطقة. دافع أستاذ علم الاجتماع السياسي بالمدرسة العليا للعلوم السياسية والإعلام، الدكتور «عبد الناصر جابي»، عن موقف الجزائر ومقاربتها من أجل محاربة الإرهاب في منطقة الساحل الصحراوي، إلى درجة ذهب فيها إلى حدّ التأكيد بأن هذا الموقف لم يتغيّر منذ العشرية السوداء التي مرّت بها البلاد نتيجة الإرهاب، وتُفيد القراءة التي قدّمها بأن «الموقف الأمريكي هو الذي تغيّر في السنوات الأخيرة وليس الموقف «الجزائري». وأوضح الدكتور «جابي» الذي كان يتحدّث في تصريح لقناة «الجزيرة» القطرية حول تطورات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الصحراوي، بأن المتتبع للعلاقات بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية في مجال محاربة ما يسمى ب «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» يكتشف أن «واشنطن هي التي التحق بالموقف الجزائري في هذا المجال بعدما كانت ترفض طلبات بلادنا بشأن الحصول على الدعم اللوجيستيكي من أسلحة متطورة على وجه الخصوص». وأشار المتحدث إلى الاتزان الذي تميّزت بها مقاربة الجزائر من خلال رفضها إقامة قاعدة «الأفريكوم» على أراضيها أو حتى على أراضي إحدى دول منطقة الساحل، مضيفا أن ذلك تمّ سريا في اجتماعات مع كبار المسؤولين الأمريكيين أو من خلال المواقف العلنية التي جاءت على لسان مسؤولين جزائريين، وأكثر من ذلك أورد أن «الجزائر حاولت الوقوف في وجه كل المحاولات التي تهدف إلى التدخل الأجنبي»، وذكر بالأساس إنشاء قاعدة لقيادة أركان بلدان الساحل الكائن مقرها بولاية تمنراست. وفي جانب متصل بهذا الموضوع حذّر الدكتور «عبد الناصر جابي» من تفصيل آخر في غاية الأهمية، وهو مرتبط بالأساس ب «هشاشة الأنظمة السياسية» لعدد من دول المنطقة وفي مقدمتها النيجر ومالي، كما أنه لم يستثن موريتانيا من هذا التصنيف عندما اعتبر بأنها غير قادرة على تأمين حدودها البرية التي تعرف نشاطا للجماعات الإرهابية، ويرى في هذه «الثغرة» بمثابة نقطة سلبية يٌُمكن أن تفتح الباب أمام التدخّل الأجنبي، وهو الأمر الذي أفاد بشأنه أن الجزائر تُدركه تمام الإدراك، دون أن يغفل الإشارة إلى أن مواجهة كل هذه التحديات يبقى أمرا ليس بالسهل. وبعد أن رافع لصالح القضية الصحراوية التي يعتقد أنه ليس لها أي تأثير في مجال محاربة تنظيم «القاعدة» بمنطقة الساحل الصحراوي، أضاف «عبد الناصر جابي» إلى ذلك أن جبهة «البوليساريو» لا علاقة لها ب «الإرهاب» الذي تحاول المملكة المغربية الترويج له، لافتا على هذا المستوى إلى أن الطرف الأمريكي يؤكد صحة هذا الطرح من خلال تعامله مع الجزائر، وخلص في النهاية إلى التأكيد «واشنطن على استعداد الآن لتقديم الدعم الكفيل بتسهيل مهمة بلادنا ودول الساحل في التصدي «لتهديدات القاعدة».