خرج مساء أول أمس المئات من سكان بلدية فوكة الواقعة بشرق ولاية تيبازة في حركة احتجاجية واسعة النطاق، تعبيرا عن رفضهم للارتفاع الفاحش والمفاجئ لأسعار العديد من المواد الغذائية، خاصة منها المواد ذات الاستهلاك الواسع، على غرار الحليب والزيت والسكر والعجائن والبقول، والطحين. وهي المواد التي شهدت مضاربة وارتفاعا في أسعارها، مما أدى إلى وضع شريحة كبيرة من سكان المنطقة خاصة منهم الفقراء والمعوزين وكذا محدودي الدخل أمام واقع مرير، خاصة في ظل ارتفاع نسبة البطالة بين شباب البلدية. وقد قام المحتجون بقطع الطريق الرابط بين فوكة والقليعة باستعمال المتاريس والحجارة، كما قاموا بإضرام النيران في العجلات المطاطية وجذوع الأشجار، الأمر الذي أدى إلى شلل تام للطريق الرابط بين بلديتي القليعة وفوكة أمام حركة السير لعدة ساعات قبل أن تصل قوات الدرك الوطني والسلطات المحلية الممثلة في رئيس البلدية إلى عين المكان وتتدخل من أجل تهدئة الأوضاع، تفاديا لأي انزلاق في ظل الغضب الشعبي بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية. وقد تمت الاستعانة بالجرافات من أجل فتح الطريق أمام حركة السير وتفريق جموع المتظاهرين من قبل قوات الدرك الوطني، تفاديا لتصعيد الوضع وانزلاقه إلى ما لا يحمد عقباه، خاصة وأن هذه الحركة الاحتجاجية جاءت بعد تلك التي شهدتها المدينة قبل أشهر، حيث قام المتظاهرون بإضرام النيران في مقر البلدية وحرق وثائق الحالة المدنية إلى جانب حرق سيارة رئيس البلدية، وكذا شاحنة تصليح المصابيح عقب وفاة الشاب «فوزي نجاري» البالغ من العمر 19 عاما بعد ملامسة كابل كهربائي مبلل، حيث تزامن هذا الحادث وشهر رمضان المبارك وبالتحديد قبيل موعد الإفطار بدقائق.