شهدت عدة بلديات وأحياء في ولاية تيبازة، أمس، احتجاجات واسعة النطاق على خلفية ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية خاصة الحليب، السكر والزيت، حيث خرج سكان كل من حيي بن هني رقم 1 و2، وحي علي عماري بفوكة إلى الطريق ليقوموا بالاحتجاج وقطع الطريق في حدود الساعة الخامسة مساء، مضرمين النار في العجلات المطاطية وجذوع الأشجار قاطعين بذلك الطريق الذي يربط مدينة فوكة والقليعة عبر حي كركوبة لمدة ساعتين، كما قام سكان حي “شايق” بالقليعة وسكان بلدية شعيبة بالتعبير عن سخطهم وغضبهم عن الارتفاع الجنوني للأسعار عبر المواطنون والتجّار على حد سواء ل”الفجر” عن بالغ استيائهم من اكتفاء السلطات بأداء دور المتفرج، وأكدوا أن الزيادات ضاعفت من معاناة المواطنين الذين يواجهون ظروفا بالغة التعقيد، بداعي تفشي البطالة وتدهور القدرة الشرائية. وكشف تاجر جملة في المواد الغذائية بالقليعة، عن ركود تام ظلت تشهده أسواق مدينة القليعة المختلفة وما جاورها من مدن في الفترة الماضية بسبب إحجام المواطنين عن الشراء على أثر الارتفاع الكبير للأسعار التي شهدت زيادات غير طبيعية تراوحت مابين 20 و30 % حسبه. ولم تسجل إصابات أو خسائر خلال الاحتجاجات، حيث أوردت مصادرنا أنه أصيب شخص واحد بجروح بسيطة وهو سائق جرّافة تابعة لمصالح بلدية فوكة، بينما تعرضت ثلاث سيارات لتكسير زجاجها بعدما تم رشقها بالحجارة على الساعة الثامنة مساء في مفترق الطرق الواقع بحي شايق والمؤدي إلى كل من القليعة، بوسماعيل، فوكة. وببلدية شعيبة، أشارت مصادر رسمية إلى أن الاحتجاج الذي وقع على الساعة الحادية عشرة ليلا والثالثة صباحا ما هو إلى امتداد لحالة الهستيريا التي خيّمت على المنطقة، حيث قام بعض السكارى بعد خروجهم من مخمرة تقع بحي عين مسعود بمحاولات تخريبية، وأخذوا يصرخون ويرددون عبارات تطالب بتدخل الدولة لوضع حد لالتهاب الأسعار. من جهتهم، لجأ سكان حي البريجة ببلدية اسطاوالي بالعاصمة، مساء أول أمس، إلى قطع الطريق المؤدي إلى ميناء سيدي فرج بالمتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية، احتجاجا على الارتفاع الجنوني الذي عرفته أسعار المواد الغذائية الأساسية، ومن أجل إسماع صوتهم للمسؤولين لم يجد سكان الحي سوى اللجوء إلى الاحتجاج وقطع الطريق، ما أدى إلى تسجيل إصابات في صفوف المحتجين واعتقال البعض منهم. وأوضح سكان حي البريجة لدى اتصالهم ب”الفجر” أنهم قاموا في حدود السادسة مساء من ليلة أول أمس بالاحتجاج وإضرام النيران في العجلات المطاطية قبل أن يدخلوا في مواجهات مع قوات مكافحة الشغب إلى غاية العاشرة من مساء ليلة أول أمس. أعرب محدثونا عن استيائهم وتذمرهم الشديدين إزاء الزيادات العشوائية في أسعار المواد الغذائية الأساسية دون الرفع من أجورهم، وهو ما أجبرهم على الاحتجاج لإسماع صوتهم للمسؤولين ودعوتهم للتراجع عن هذه الزيادة التي لا تتوافق وأجورهم، وسيكون ضحاياها فقط أصحاب الدخل المحدود. وأشار بعض المحتجين في حديثهم إلى أن التجار الانتهازيين الذين استغلوا الوضع من أجل فرض الأسعار التي يرغبون فيها والدليل على ذلك الاختلاف الكبير الذي تشهده أسعار المواد الأساسية بين محل وآخر.