أعلنت وزارة المالية أمس عن منح صفقة تقييم شركة جيزي لمكتب المحاماة «شيرمان أند ستيرلينغ»، وسيرافق المكتب الحكومة في عملية شراء «جيزي» مقابل 2.15 مليون دولار، والتزم المكتب في عرضه بالانتهاء من عملية تقييم الشركة في ظرف لا يتجاوز 100 يوم، وفي المقابل فإن رئيس مجلس إدارة أوراسكوم تيليكوم «نجيب ساوريس» رجح إمكانية الوصول إلى تسوية بشأن بيع «جيزي» قبل نهاية الشهر الجاري. جاء أمس في بيان لوزارة المالية، الإعلان عن اختيار مكتب المحاماة الذي سيرافق الحكومة في عملية شراء مؤسسة «جيزي»، مؤكدا منح الصفقة مؤقتا لمكتب «شيرمان أند ستيرلينغ» «أل أل بي فرنسا»، بعد دراسة للعروض التي تقدمت للمناقصة الدولية التي أعلنت عنها وزارة المالية أكتوبر الفارط، وحسب البيان فإن المكتب قدم أحسن عرض حيث تحصل على 98 نقطة من أصل 100 نقطة، أي 58 نقطة من 60 بالنسبة للعرض التقني و40 نقطة من 40 بالنسبة للعرض المالي. وقدم مكتب «شيرمان أند ستيرلينغ» عرضا ب2.15 مليون دولار لتقييم فرع أوراسكوم تيليكوم في الجزائر وتحديد قيمته الفعلية في السوق ومرافقة الحكومة في عملية الشراء، كما اقترح المكتب مدة 100 يوم للانتهاء من عملية التقييم أي أكثر من 3 أشهر، وحددت وزارة المالية مدة 10 أيام بداية من يوم 9 نوفمبر، يمكن خلالها الاعتراض على هذا الاختيار بالنسبة لبقية المكاتب التي تقدمت للمناقصة، ويتعلق الأمر ب9 مكاتب استشارة وبنوك أعمال دولية قدمت عروضها في 24 نوفمبر الفارط الذي حدد كآخر أجل تقديم العروض. ومن بين المكاتب التي تقدمت للمناقصة «أر أس أم» التونسي بعرض مالي بمبلغ 6.58 مليون دولار ومجموعة روتشيلد ب12.55 مليون دولار وكوتور-مالي-بريفوست-موصل-أل أل بي الأمريكي ب1.8 مليون أورو و«رونيسونس كابيتال» البريطاني ب 14.36 مليون دولار و«أش أس بي سي» ب8.19 مليون دولار و«سويكور» السعودي ب 6.38 مليون أورو و«غرون تورنتون» ب3.6 مليون أورو و«غلوبال انفستمنت هوس» الكويتي ب10.43 مليون دولار، و«غوتز بارتنارس» الألماني ب 8.82 مليون أورو، حيث قدرت قيمة العروض المالية بين 1.8 مليون أورو و 10.8 مليون أورو، بينما تراوحت الآجال بين شهرين على غرار العرض الذي تقدم به مكتب «أر أم أس» و6 أشهر على غرار عرض «روتشيلد». ومعلوم أن الجزائر وعلى لسان أكثر من مسؤول، في مقدمتهم الوزير الأول «أحمد أويحيى» كانت قد تمسكت باستعمال حق الشفعة الذي يخوله قانون المالية لسنة 2009 لشراء «جيزي»، بعدما أعلن المسؤول الأول عن الشركة الأم أوراسكوم تيليكوم القابضة نيته في بيع الشركة بسبب الصعوبات المالية التي يواجهها في أكثر من بلد، ودخل في مفاوضات مع شركة «أم تي أن» الجنوب إفريقية السنة الماضية وهي الصفقة التي رفضتها الجزائر وقالت إنها لن تعترف بها، ونفس المصير عرفه الاتفاق الذي أبرمه «ساويريس» للاندماج مع المجمع الروسي فمبيلكوم نهاية السنة الماضية خلال الزيارة التي قادت الرئيس الروسي إلى الجزائر والتي سعى خلالها لإقناع السلطات الجزائرية بقبول الصفقة. ويصف الخبراء وحدة «جيزي» بأنها جوهرة التاج في مجموعة أوراسكوم تيليكوم القابضة وتمثل أهم نسبة من الإيرادات لهذه الأخيرة وهو ما جعل الإقبال على عروض شرائها كثيرة. إلى ذلك، أعلن رئيس مجلس إدارة أوراسكوم تيليكوم القابضة للصحافة المصرية أمس الأول إمكانية الوصول إلى تسوية لقضية بيع «جيزي» قبل نهاية الشهر، وهو ما يثير التساؤل باعتبار أن الآجال التي حددها مكتب المحاماة تزيد عن 3 أشهر.