أقدم صبيحة أمس حوالي 20 شابا حاملين أسلحة بيضاء مهاجمة المركز البريدي لبلدية باش جراح بالعاصمة، والاستيلاء على حوالي 100 مليون سنتيم، في عملية تحاكي الأفلام البوليسية بسيناريو لم يستغرق أكثر من 5 دقائق وأثار ذهول المواطنين، الأمر الذي دفع عناصر الأمن إلى تشديد الحراسة على باقي المراكز البريدية بالعاصمة. استيقظ صبيحة أمس سكان حي باش جراح على تواجد مكثف لعناصر الأمن الوطني بمركز البريد وتحليق متواصل لطائرة هيليكوبتر تابعة للأمن الوطني فوق الحي والمناطق المجاورة لشرق العاصمة، بعد عملية سطو منظمة على المركز البريدي لباش جراح، والإستيلاء على حوالي 100 مليون سنتيم، العملية التي دفعت بالمحلات المجاورة والمراكز التجارية إلى إغلاق أبوابها، خوفا من تكرار حدوث عمليات سطو جديدة، خاصة وأن باش جراح تعتبر من الأحياء الشعبية التي خلفت فيها الاحتجاجات الأخيرة الكثير من الأضرار بالمحلات التجارية والأملاك العمومية . وحسب تصريح القابض الرئيسي لمركز البريد، ل «الأيام» فإن مجموعة من الشباب يناهز عددهم 20 شابا كانوا مسلحين بسكاكين من الحجم الكبير وبقارورات زجاجية اقتحموا المركز البريدي، الذي يشكل العنصر النسوي غالبية موظفيه، واستولوا على مبلغ مالي يقارب 100 مليون سنتيم من الشبابيك، ولم يتمكن الأعوان من فعل شيء، لأن العملية تمت بسرعة كبيرة جدا، حيث لم تستغرق أكثر من 5 دقائق، وأضاف أن المهاجمين استغلوا غياب عناصر الشرطة الذين تنقلوا أول أمس لتعزيز الوحدات الأمنية الأخرى المتواجدة بوسط العاصمة بسبب المسيرة غير المرخص لها، التي نظمت مساء أول أمس. وأشار القابض إلى أن الحارس اعتقد في البداية، أن الأمر يتعلق بزبائن عاديين، لكنه فوجئ بشخصين يحاصرانه بسكينين من الحجم الكبير، وحاول بعض الأعوان إخفاء ما استطاعوا من الأموال أمام ارتباك الشباب واستعجالهم وإلا لكان المبلغ المسروق أكثر بكثير، حيث خلفت العملية جرح موظفة وحالة من الصدمة عند العديد من موظفي المركز الذي يشهد إقبالا كبيرا للمواطنين. هذا فيما وقفت «الأيام» على عملية رفعت الشرطة العملية للبصمات والأدلة لتحديد هوية المهاجمين، وأكدت مصادر أمنية أن كل المجهودات ستبذل للتعرف على الجناة، خاصة وأن الحارس يحتفظ بملامح بعض السارقين، الذين لا يتجاوز عمر معظمهم 30 سنة.