يحتفل الشعب الصحراوي اليوم وغدا 28 فيفري 2011، بالذكرى ال 35 لإعلان قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وسط آمال بحدوث تغييرات في الساحة الدولية يمكن أن تسمح للصحراويين في النهاية بالحصول على مطلبهم الخاص بحق تقرير المصير، حيث تم اختيار بلدة «تفاريتي» بالأراضي المحررة لاحتضان الاحتفالات المخلدة للذكرى كدليل على ممارسة الدولة الصحراوية لسيادتها فوق ترابها الوطني. تمثلت أهم الإنجازات التي تحققت منذ إعلان قيام الجمهورية الصحراوية في اعتراف أزيد من 80 دولة عبر العالم بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والعضوية الكاملة في منظمة الوحدة الإفريقية ثم الاتحاد الإفريقي، إضافة إلى عضوية جبهة البوليساريو في عديد المنظمات الدولية بجانب كونها عضو مراقب في الأممالمتحدة، وقد ترجمت هذه المكاسب بفتح سفارات في عديد العواصم عبر العالم إلى جانب تمثيليات دبلوماسية في بقاع أخرى من المعمورة فضلا عن تكريس الاعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال عبر ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو باعتبارها شريك في المفاوضات الجارية من أجل التوصل لحل يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حق تقرير المصير. وخلال ال35 من عمر الدولة الصحراوية، حظيت باعترافات من طرف عديد الدول، رغم أن النظام المغربي لم يدخر جهدا في دحر ذلك، إلا أن الجمهورية الصحراوية تمكنت بأن تحظى بالاعتراف الدولي خاصة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، وأكثر من هذا استطاعت أن كسب شبكة كبيرة من المتعاطفين والداعمين لها عبر العالم في إسبانيا وأوربا، في ظل الحملة الشرسة المغربية واستغلال مخطط التسوية في واجهتين سياسية وإعلامية. فقد شن المغرب حملة لتجميد الاعترافات بالدولة الصحراوية وانحسار القضية برمتها في انتظار نتائج الاستفتاء المصادر بفعل المماطلة والمراوغة وفقدان الإرادة السياسية لحل القضية، وفي الواجهة الإعلامية تعتيم وحرب نفسية. وبالرغم من دعاية نظام الاحتلال المغربي التي تشكك في وجود الشعب والدولة الصحراوية، إلا أن كل العالم يسمع اليوم عن الشعب الصحراوي كوجود وهوية وكدولة منظمة بحيث أثبت أن له أرض محددة تاريخيا وجغرافيا. ووجود المئات من الخريجين وحملة الشهادات العليا ومؤسسات تشريعية وقضائية وتنفيذية، كما هو موجود في سائر البلدان عبر العالم، والتمثيل الدبلوماسي الكبير من خلال بعثات وسفارات وتمثيليات في بقاع عدة من العالم، هو خير دليل على التطور الذي حققته ولا زالت تحققه الجمهورية الصحراوية على الصعيدين الوطني والدولي في مجالات شتى، وهو الأمر الذي فرض على المغرب التسليم بوجود وحتمية هذه الدولة. وقد حاول المغرب التضليل على واقع حقوق الإنسان بالمناطق وذلك بإلصاق تهمة انتهاكات حقوق الإنسان لجبهة البوليساريو، لكن ما أظهرته تقارير منظمات عالمية لحقوق الإنسان كالعفو الدولية وهيومن رايتس ووتش والمراقبين الدوليين حول المجازر الأخيرة بمخيم أكديم إيزيك ومدينة العيونالمحتلة تثبت الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال المغربية. وبمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 35 لإعلان قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تم برمجة وتنظيم مهرجانات شعبية وثقافية ومسابقات رياضية تخليدا للحدث، بمشاركة وفود عديدة ولجان تضامن وصداقة مع الشعب الصحراوي، إذا من المنتظر أن ينطلق غدا بولاية العيون النسخة ال 11 من تظاهرة «ماراطون الصحراء» بمشاركة واسعة من أوروبا، اليابان، أمريكا اللاتينية وأستراليا إلى جانب شبان صحراويين، كما سيقام سباق للدراجات الهوائية، إذ توجه هذه الاحتفالات رسالة إلى العالم بأكمله أن الشعب الصحراوي موجود وأن لديه الحق في تقرير مصيره. وفي هذا السياق كشف كاتب الدولة للشباب والرياضة «محمد مولود محمد فاضل»، في ندوة صحفية نشطها بمقر وزارة الإعلام الصحراوية بمعية المدير الوطني للرياضة ورئيس الاتحادية الصحراوية لألعاب القوى، أن تظاهرة «الصحراء ماراطون» في نسختها ال11 هذه السنة ستشهد ميلاد المنتخب الوطني الصحراوي لألعاب القوى.