أحيا الشعب الصحراوي، الذكرى ال34 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المصادفة ليوم 27 فيفري من كل عام، وسط حضور دولي مميز عكس عدالة القضية الصحراوية التي مازالت تراوح مكانها منذ أكثر من 30 سنة رغم عدم إعتراف محكمة العدل الدولية أو أي دولة بسيادة المغرب على الأراضي الصحراوية المحتلة. وانطلقت الإحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى يوم السبت ببلدة بئر لحلو المحررة بحضور وفود دبلوماسية وسياسية وإعلامية أجنبية يتقدمهم الوفد الجزائري المكون من سياسيين وممثلي المجتمع المدني وإعلاميين كما حضر الإحتفالات سفراء بعض الدولة المعتمدين لدى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إلى جانب وفد مناضلي الأرض المحتلة وفعاليات اجتماعية وثقافية عن مختلف المؤسسات الصحراوية. وقد أشرف على الإحتفال الوزير الأول الصحراوي، السيد عبد القادر الطالب عمر بمعية وزير الدفاع، السيد محمد لمين البوهالي وقائد الناحية العسكرية الخامسة، السيد حمة سلامة وعدد من الإطارات السياسية والعسكرية، حيث بدأ الحدث باستعراضات عسكرية وفنية ورياضية. وكانت الإحتفالات المخلدة للذكرى قد انطلقت بمخيمات اللاجئين الصحراويين مع تظاهرة صحراء ماراتون يوم الإثنين الماضي والتي اختتمت بمخيم الداخلة بماراطون الأطفال بحضور رئيس المجلس الوطني الصحراوي، السيد محفوظ بيبا الذي أشرف على توديع المشاركين في التظاهرة الرياضية. ويتزامن حدث ذكرى إعلان الجمهورية الصحراوية التي أعلنت يوم 27 فبراير 1976 بعد الإنسحاب الإسباني من الصحراء الغربية، على صعيد الأرض المحتلة بتصاعد وتيرة تحدي الإحتلال رغم الممارسات المغربية من اعتقالات وملاحقات، كما أوضح وفد النشطاء الصحراويين القادم من الأراضي المحتلة الذي حل ضيفا على مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية عشية الإحتفال بالذكرى، عرى خلالها أبشع الانتهاكات المرتكبة من قبل النظام المغربي في حق الصحراويين المتواجدين بالأراضي المحتلة. كما تميزت الإحتفالات هذه السنة ''باتساع دائرة التضامن والإعتراف بالدولة الصحراوية العضو المؤسس للإتحاد الإفريقي ، وتصاعد وتيرة التعاطف مع الشعب الصحراوي عبر العالم، ثم إن جبهة البوليزاريو باتت تحظى بإعتراف عالمي كونها طرف في النزاع بإعتراف الأممالمتحدة إلى جانب علاقات دولية واسعة تربطها بعديد دول ومنظمات العالم كونها عضو مراقب بالأممالمتحدة وعضو بكثير من الهيئات الدولية مثل الأممية الإشتراكية، كما عرفت وتيرة انتفاضة الإستقلال في الأراضي المحتلة وجنوب المغرب وبالمواقع الجامعية تصاعدا لافتا مع تحقيق مكاسب هامة على جميع الأصعدة الدبلوماسية والسياسية والإجتماعية والإعلامية والثقافية لاسيما بعد إضراب الناشطة الحقوقية في مجال حقوق الإنسان أمينتو حيدر، التي فضحت تواطؤ إسبانياوفرنسا مع المغرب لإجهاض أي محاولة ترمي إلى إيجاد حل للقضية الصحراوية يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. ورغم كل تلك المكاسب، لازالت القضية الصحراوية تراوح مكانها، رغم إقرار محكمة العدل الدولية بعدم سيادة المغرب على الأراضي الصحراوية وإصدار هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن لترسانة من المواثيق والقرارات الدولية تدعو لحل القضية في إطار الشرعية الدولية. وبإصرار المغرب المدعم من قبل الدول الكبرى خاصة فرنسا على التمسك بالحل الوحيد، مع انتهاج سياسة صم الأذان عن كل حل أو مقترح يأتي من طرف جبهة البوليزاريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي يبقى على القيادة الصحراوية البحث عن بدائل دبلوماسية أخرى قد تفلح في إخراج قضيته من عنق الزجاجة، فقد بدأ البحث عن توسيع خانة التأييد الدولي الشعبي لقضيته أمر ضروري ولابد منه بإعتبار أن الرأي العام الدولي يشكل رقما مهما في معادلة تحقيق الأمن والسلام العالميين.