اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن وضع الزعيم الليبي معمر القذافي يزداد سوءاً لكنه ما زال محاطاً بحلفاء لا ينقلبون عليه، ورأت أن أمريكا تعي الغموض الذي يحيط بمرحلة ما بعد القذافي الذي نجح في تدمير المؤسسات، لكنها استبعدت أي تدخل عسكري أمريكي في ليبيا. وقالت كلينتون، في مقابلات بعد المشاركة في مؤتمر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إن الشيء الوحيد الذي تعرفه الولاياتالمتحدة هو أن «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية تشكل تهديداً للمنطقة ولأوروبا وأمريكا، وشددت على أن ما من بلد محصن ضد الاضطرابات لكن لكل منها خصائصه. وذكرت كلينتون في مقابلة مع شبكة (بي بي سي) البريطانية أن الإجماع الدولي في مجلس الأمن على فرض عقوبات ضد النظام الليبي هو خطوة باتجاه إنهاء العنف لأنه يوجه رسالة واضحة ليس للقذافي وحده بل للأشخاص من حوله، أشخاص يرجح أنهم يريدون أن يعيشوا لفترة أطول ويريدون أن يكون لهم دور في إنهاء العنف. وأضافت "أعتقد أن الرسالة مما نقوم به هي جزء من الجهد الدولي لإنهاء العنف"، وتابعت "ستكون هناك خطوات إضافية لتجميد أصول القذافي ومنعه من الوصول إليها حتى لا يتمكن من استخدامها لتصعيد العنف". ورداً على سؤال عما إذ كان الوضع يتطلب أسابيع أو أشهر، قالت كلينتون "نحن نعلم أن وضع القذافي يزداد سوءاً وهو يسيطر على جزء أصغر من البلاد وربما جزء من طرابلس الغرب فقط لكن ما يزال لديه حلفاء لم ينقلبوا ضده بعد ونحن نحاول توجيه رسائل واضحة جداً، وكما قلت نحن نبحث كل أشكال التحرك ونريد أن نستعد لأية خطوات قد تصبح ضرورية". وفي مقابلة أخرى مع "الإذاعة الوطنية العامة" الأمريكية قالت كلينتون "تحدثنا مطولاً مع نظرائنا الأوروبيين لأن لديهم صلة أكبر بليبيا ولديهم علاقات اقتصادية أكبر ولذا سيعلنون عن عقوباتهم الخاصة". واعترفت بالقلق مما سيحصل بعد سقوط نظام القذافي، موضحة "نحن قلقون من عدم وجود أي دعم مؤسساتي، فلسوء الحظ نجح (الرئيس الليبي) في تدمير المؤسسات وسحب مصداقيتها". وأضافت "أنظروا إلى الفارق بين ليبيا ومصر، فقد لعب الجيش المصري دوراً بناء جداً في الاحتجاجات وهو ما زال يدير الحكومة أما القذافي فقد حرص على عدم وجود جيش قوي لديه أي احترام لدى الشعب".