صد محتجون مناهضون للزعيم الليبي معمر القذافي هجوماً لقوات موالية للحكومة قرب بلدة مصراته أمس الإثنين وأسقطوا طائرة عسكرية. وقال شاهد عيان لوكالة رويترز ويدعى محمد: أسقطت طائرة هذا الصباح (صباح أمس) أثناء إطلاقها النيران على محطة إذاعية محلية واحتجز المحتجون طاقمها, وأضاف "القتال للسيطرة على قاعدة عسكرية قرب مصراته بدأ الليلة قبل الماضية ومازال مستمراً. وأن قوات القذافي تسيطر فقط على جزء صغير من القاعدة بينما يسيطر المحتجون على جزء كبير من هذه القاعدة حيث توجد الذخيرة". من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر عن تجميد أرصدة الزعيم الليبي معمر القذافي وأسرته، داعياً إياه إلى "وضع حد لحمام الدم" والتنحي. في نفس الوقت، وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى جنيف، للإعداد لمرحلة "ما بعد القذافي"، على ما أبلغت صحافيين رافقوها في رحلتها. وخلال الرحلة، اعتبرت كلينتون أن المجتمع الدولي مدعو إلى إعداد رد "إنساني" ولكن أيضاً "سياسي" على الأزمة الليبية "في وقت يحاول الليبيون تنظيم صفوفهم لمرحلة ما بعد القذافي". وعرضت مساعدة الولاياتالمتحدة لكل من يعملون في هذا الاتجاه في ليبيا، إلا أنها أشارت إلى أن واشنطن لم تدخل في أي مفاوضات لرحيل معمر القذافي. ومن المقرر أن تجري وزيرة الخارجية الأمريكية سلسلة لقاءات مع نظرائها في الدول الأوروبية والعربية، اليوم قبل المشاركة في جلسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وهذا الاجتماع الذي يعقد على مستوى وزاري، يهدف بحسب أوساط كلينتون إلى إعطاء "زخم سياسي حيوي" للعقوبات التي أقرها مجلس الأمن الدولي على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. ومن المقرر أيضاً أن تلقي كلينتون في جنيف كلمة أمام المؤتمر حول نزع السلاح، وهي هيئة قريبة من الأممالمتحدة تمثل الولاياتالمتحدة أحد أعضائها البالغ عددهم 65. أما رئيس الوزراء الكندي فأكد أن بلاده ستطبق العقوبات التي تبناها مجلس الأمن ضد النظام الليبي، وستذهب أبعد منها أيضاً. وأعلن هاربر أن أوتاوا ستقوم، فضلاً عن تجميد أرصدة القذافي وأسرته ومنع سفر الزعيم الليبي و15 من المقربين منه، بتجميد أي عملية مالية مع الحكومة وباقي المؤسسات الليبية بما يشمل البنك المركزي. وبحسب تقديرات نشرت في لندن فإن القذافي يملك نحو 20 مليار جنيه استرليني (32,2 مليار دولار) من الأموال السائلة خصوصاً في لندن، إلا أنه من غير المعلوم ما إذا كان جزء من ثروته موجوداً في كندا. وأخذ هاربر على القذافي انتهاكه واجبه الأساسي، وهو توفير أمن مواطنيه، داعياً إياه إلى "وضع حد لحمام الدم" و"التخلي عن مهامه وسلطاته". وفي وقت سابق، طالب هاربر طرابلس بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية والطبية واحترام حقوق الإنسان ورفع القيود المفروضة على وسائل الاعلام. وبعد أن شدد على رغبة كندا في إجلاء رعاياها الذين لايزالون في ليبيا، أعلن رئيس الوزراء الكندي انتشار عدد من الطائرات العسكرية من نوع "سي-17" وطائرتين كبيرتين من نوع "سي-130 جاي هركوليس"للقيام بهذه المهمة. وأوضح هاربر أن طائرة ثانية من نوع "سي-17" وصلت لتوها إلى مالطا، مشدداً على تنسيق الخطوات المتخذة من جانب كندا مع تلك التي يتخذها حلفاؤها.