قتل متظاهر وشرطي أمس في اعمال العنف بين المتظاهرين المطالبين باصلاحات سياسية وقوات الامن. وقتل الشرطي بعدما دهسه متظاهر كان يسوق سيارة في جنوب البلاد. اما المتظاهر، فقتل في بلدة سدرة متأثرا باصابات في الرأس، كما اصيب آخرون بجروح متفاوتة الخطورة. واستدعت الحكومة البحرينية سفيرها لدى ايران للتشاور احتجاجا على وصفته بالتدخل الايراني السافر في شؤونها الداخلية. وجاء هذه التطورات بعدما اعلن ملك البحرين فرض حالة الطوارىء في البلاد لمدة ثلاثة اشهر، بعد يوم من وصول قوات من دول مجلس التعاون الخليجي بناء على طلب البحرين للمساعدة في فرض الامن في البحرين التي تمر بازمة سياسية منذ عدة اسابيع. وجاء في المرسوم الذي اصدره الملك إنه يعلن حالة السلامة الوطنية وفقا لنص المادة 36 من دستور المملكة لسنة 2002 وذلك في جميع انحاء مملكة البحرين اعتبارا من يوم الثلاثاء الموافق 15 مارس 2011 ولمدة ثلاثة اشهر. وتم تكليف القائد العام للجيش اتخاذ التدابير والاجراءات الضرورية بالتعاون مع اية قوات اخرى اذا اقتضت الضرورة لذلك في اشارة الى القوات الخليجية الموجودة في البحرين. وسبق ذلك رفض ايران انتشار قوات خليجية في البحرين حيث اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمان باراست أمس الثلاثاء إن وجود قوات أجنبية بالبحرين غير مقبول. وقال مهمان باراست في مؤتمر صحفي أسبوعي ان وجود قوات أجنبية والتدخل في شؤون البحرين الداخلية غير مقبول وسيزيد الامر تعقيدا. وكانت ايران قد حثت البحرين يوم امس الاثنين على عدم السماح بتدخل القوى الخارجية في شؤون البلاد، وذلك عقب الاعلان عن وصول قوات سعودية الى البحرين لمساعدة الحكومة البحرينية في قمع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ اسابيع. وكان مصدر رسمي سعودي قد اكد في وقت سابق الاثنين وصول حوالي الف عسكري الى البحرين لمساعدة حكومتها في حماية المنشآت الحكومية، وذلك عقب تصاعد العنف بين المحتجين - وجلهم من الشيعة - وقوات الامن البحرينية يوم الاحد. وذكر المصدر انه بموجب الاتفاقيات ضمن مجلس التعاون الخليجي، فان اي قوة خليجية تدخل الى دولة من المجلس تنتقل قيادتها الى الدولة نفسها. واعتبر التدخل السعودي جزءاً من التعاون الاقليمي بين دول المجلس. وقال مسؤولون أن الدور السعودي سيقتصر على حماية المنشآت الحيوية، بينما انتقدت المعارضة البحرينية تدخل القوات السعودية معتبرة دخول اي قوة خارجية الى المملكة احتلالا. ولكن مدير عام دائرة شؤون الخليج الفارسي والشرق الاوسط في وزارة الخارجية الايرانية حسين امير عبداللاهيان قال في تصريح نقلته وكالة فارس الايرانية الرسمية إن التدخل الخارجي في البحرين سيزيد المشكلة تعقيدا، ودعا المنامة الى عدم السماح بهذا التدخل. وكان وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قد اعلن هو الآخر الاثنين في باريس أن بلاده أرسلت نحو 500 من رجال الشرطة إلى البحرين لمساعدة السلطات البحرينية في استعادة النظام. وشهدت البحرين أسوأ اضطرابات منذ التسعينات بعد أن خرج محتجون الى الشوارع الشهر الماضي مستلهمين بالانتفاضتين اللتين أطاحتا برئيسي مصر وتونس. ومن جانبها، حثت الولاياتالمتحدة المملكة العربية السعودية يوم الاثنين بتوخي ضبط النفس، وذلك بعد الاعلان عن وصول قوات سعودية الى البحرين في خطوة قال محللون إنها تشير الى محدودية النفوذ الامريكي في المنطقة. وجاء التدخل السعودي بعد يومين من الزيارة التي قام بها للمنامة وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس والتي حث فيها الحكام البحرينيين على الشروع في اصلاحات سياسية من اجل نزع فتيل التوتر مع الاغلبية الشيعية في البلاد. واتسم الرد الامريكي على التدخل السعودي بالحذر، إذ تخشى واشنطن من احتمال قيام ايران باستغلال التوتر في البحرين لمصلحتها، ولهذا فلم ترحب بالتدخل ولم تنتقده. وقال جاي كارني الناطق باسم البيت الابيض: ليس هذا غزوا للبحرين، ولكننا نعتقد رغم ذلك ان الحوار السياسي هو الطريق الامثل لمعالجة القلاقل الجارية في البحرين وغيرها من دول المنطقة وليس قمعها بالقوة.