استغرب عضو قيادي في التجمع الوطني الديمقراطي، اعترض على ذكر اسمه، الخرجات المتتالية التي يقودها رئيس حركة مجتمع السلم وحرصه على المهاجمة المستمرة لشريكيه في التحالف الرئاسي، ويتعلق الأمر بكل من «الأفلان» و«الأرندي»، مؤكدا أن كل هذه الخرجات لا يمكن اعتبارها سوى تحركات استباقية واستعراضية للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وأضاف أن قيادة «حمس» تريد من خلال ذلك التموقع قبل الوقت باستغلال موقفها من التحالف الرئاسي لإعطاء الانطباع بأنها غير مقتنعة بالمواصلة فيه. وأشار محدّثنا إلى أن خطاب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، «أحمد أويحيى»، كان واضحا في هذا الشأن من خلال إبلاغ حركة مجتمع السلم بأنها حرة في الإدلاء بمواقفها، وأنه «كما انضمت إلى هذا الائتلاف في عهد الشيخ الراحل محفوظ نحناح فإنه لا مشكلة لدينا في أن تنسحب..»، لكن أكثر ما لفت مصدرنا في تصريحات «أبو جرة سلطاني» على وجه التحديد أن هجماته متوالية على التحالف خصوصا مع وجود مؤشرات عن إمكانية حدوث إصلاحات سياسية مرتقبة وعلى رأسها تعديل عميق في الدستور ساري المفعول. وعندما سألت «الأيام» القيادي في «الأرندي» إن كانت الخلافات التي تنشرها وسائل الإعلام وكذا التصريحات والتصريحات المضادة تُدرج ضمن جدول أعمال الاجتماعات الرسمية الدورية لقيادات التحالف الرئاسي، نفى الأمر بشكل قطعي، وقد رمى بالكرة في جهة «حمس» ومبرّره في ذلك أن التجمع الوطني الديمقراطي يطرح كل إشكال يعترض السير العادي لهذا الائتلاف من دون أي حرج، متسائلا: «لماذا لا يتحدث هؤلاء عن هذه الاختلالات في الاجتماعات الرسمية إن كان فعليا جديين في ذلك؟». وأكثر من ذلك فإن المتحدث ذهب إلى حدّ وصف الانتقادات التي وجّهها «أبو جرة سلطاني» وبعض من قياديي حركة مجتمع السلم ب «الكلام الموجّه للاستهلاك الإعلامي لا أكثر ولا أقل»، مشيرا إلى أن التجمع الوطني الديمقراطي ليست لديه أية عقدة في طرح كافة الملفات على طاولة النقاش بعيدا عن أي «استفزاز سياسي»، لكن المصدر ذاته رفض الخوض في الحديث عن مصير التحالف الرئاسي في ظل هذه الاختلافات والاتهامات المتبادلة خاصة أن الأمين العام لحزب «الأرندي» أعطى الضوء الأخضر لقيادة حمس من أجل الانسحاب إذا رأوا في ذلك ضرورة.