رغم تقدمه في السن والمتاعب الصحية وهموم الزمن إلا أن شيخ المدربين الجزائريين "عبد الحميد كرمالي" بقي دائما مثل شجرة الصفصاف الشامخة في الساحة الكروية ، بالإضافة إلى الصعاب التي واجهته في المدة الأخيرة أين أجرى عملية جراحية ناجحة بأحد المستشفيات بمدينة "سطيف" ، وكانت مأدبة العشاء التي أقامها رئيس المجلس الشعبي البلدي لمدينة سطيف على شرف فريق «اتحاد سطيف» فرصة للإلتقاء بهذه الشخصية الرياضية ومعرفة رأيه عن الكرة الجزائرية وبالأخص عن الوفاق والعميد وكذا المنتخب الوطني . أولا أهلا بك معنا وكيف هو حال شيخ المدربين؟ الحمد الله اليوم أنا أحسن فبعد إجرائي لعملية جراحية تحسنت كثيرا وبهذه المناسبة أشكر الجميع الذين وقفوا معي والذين زاروني أيضا ، بكل صدق لقد تأثرت كثيرا لما وجدت الناس من كل مكان من ربوع الوطن يسألون عني، ويقومون بزياتي بمدينة سطيف وأنا عبر صفحات جريدتكم أشكرهم جميعا دون استثناء. لنتحدث عن المنتخب الوطني فبعد تحقيق الفوز على المغرب بعنابة كيف ترى لقاء العودة؟ قبل الحديث عن مباراة العودة ، يجب التحدث أولا عن مباراة عنابة المنتخب الوطني تمكن من تحقيق الأهم، وهو الفوز وإبقاء الأمل في الظفر بتأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012 ، لكن لا ننسى أن المنتخب الوطني شهد فترة صعبة ، ومر بمرحلة فراغ كبيرة، وعرف تغييرات على العارضة الفنية ، وأعتقد أن ذلك كان في غير صالح المدرب الشاب "بن شيخة"، والأكيد أن مباراة العودة ستكون أسهل بكثير لأن الظروف تحسنت كثيرا ، كما أن معظم اللاعبين المحترفين استرجعوا إمكاناتهم سواء كما أريد أن أشير إلى نقطة مهمّة قبل فوات الأوان. تفضل ، وما هي هذه النقطة؟ لقد تكلمنا في هذا الأمر أكثر من مرة ودائما نطالب بذلك لكن لا حياة لمن تنادي ، ألا وهو إنشاء هيئة متكونة من التقنيين والمدربين السابقين مهمتها متابعة كل المنتخبات الوطنية لكي يستفيد المدربين الشبان من خبرتنا ، وأنا أتعجب كيف يتم تهميش" ماجر، مخلوفي، صالحي، دحلب" وغيرهم من قدماء اللاعبين والمدربين ، وأتساءل ماذا سيستفيد الجيل القادم بعد موتنا ؟؟،والله نتمنى أن يأخذ شبابنا كل ما اكتسبتاه من الخبرة والتجربة قبل فوات الأوان ، ودون أن "تعصر" عقولنا ونمنح ما لدينا إلى الجيل القادم. "كرمالي" عاش سنوات رائعة مع المولودية ، كما أن "العميد" من فتح لك أبواب تدريب الخضر فكيف تفسر ما يحدث لعميد الأندية الجزائرية؟ هذا صحيح لقد عشت مع المولودية سنوات رائعة بالفعل وعشقت هذا النادي إلى درجة لا توصف لقد توجت معه بالعديد من الألقاب، ويكفي أن أكثر من 80 ألف مناصر هتفوا باسمي في المدرجات ، كما يكفيني أنني دربت لاعبين كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجل الكرة الجزائرية أمثال "بن شيخ ، بن علي ، صايفي"..وغيرهم ، كما أن المولودية هي من فتح لي أبواب تدريب المنتخب الوطني فبعد أن توجت مع المولودية بلقب البطولة سنة 1989 خلفت بعدها مباشرة المدرب السابق للخضر"كمال لموي" ونفس الأمر سنة 1999 أين أشرف على تدريب المنتخب الوطني والغريب أنني كلما دربت المنتخب الوطني أواجه المنتخب المصري . حسب رأيك ما هي أسباب الأزمة التي تعيشها مولودية الجزائر؟ والله أنا جد حزين لما تعيشه مولودية الجزائر، ولما شاهدت آخر مباراة أمام شباب بلوزداد تأثر كثيرا وتذكرت أيام زمان ، ودون أي مجاملة أو إخفاء للحقيقة أعتقد أن ما يحدث لفريقي مولودية الجزائر سببه المسيّرين والمحيط المتعفن ، وعلى هؤلاء ترك الفريق بسلام لأن المولودية هي ملك كل الشعب الجزائري ولها مناصري من كل الولايات ، وعلى الأنصار الأوفياء أن يقفوا مع فريقهم في مثل هذه الأوقات الصعبة ، وأتمنى من قلبي أن تحقق المولودية البقاء في حظيرة الكبار لأنه بكل صراحة البطولة المحترفة دون العميد لا معنى لها. وماذا عن الوفاق السطايفي ؟ الوفاق أصبح له تقاليد خاصة في البطولة والكأس وأيضا حصد الألقاب في السنوات الأخيرة لهذا أنا مطمئن جدا على مسيرة الوفاق في البطولة الجزائرية أو المنافسة الإفريقية ، وأتمنى له أن يتأهل إلى نهائي كأس الجزائر يوم الاثنين المقبل لأن مدينة «عين الفوارة» لها تقاليد في كأس الجزائر وأيضا تشريف الكرة الجزائرية على المستوى الإفريقي. كلمة أخيرة أشكركم وأشكر كل من زارني سواء من العاصمة أو من أم البواقي أو حتى من الصحراء ، وأتمنى أن تستمر أفراح الكرة الجزائرية ويحقق المدرب الشاب "بن شيخة" نتيجة ايجابية بالمغرب ، كما أتمنى أن يأخذ المسؤولين بنصيحتنا قبل أن نرحل من هذه الدنيا ، وفي الأخير أطلب من مناصري المولودية الوقوف بجانب فريقهم لتحقيق البقاء لأن المولودية ناد كبير لا يستحق ما يحدث له .