اشتكت أزيد من 70 عائلة ممن تم ترحيلهم من حي "تابريحت" إلى حي "بوتياس" الجديد من غياب مياه الشرب، مما اضطرهم للتزود به عن طريق الصهاريج المتنقلة بالجرارات، الشيء الذي أنهك كاهل الأسر لاسيما وغالبيتها من متوسطي الدخل. يعاني سكان الحي المذكور أعلاه من مصاريف جديدة أثقلت كاهلهم، وإلا بقوا بدون ماء للغسل أو الشرب، وهو ما لم تستطع العديد من العائلات مواكبة الوضع خصوصا وسعر الصهريج الواحد تجاوز 800 دينار، وقال السكان أنه ليس من السهل أن تتزود بهذه المادة الحيوية عن طريق الصهاريج، فتكلفته ترتفع من شهر إلى آخر، ويتأقلم سعره مع الطلب وحسب ظروف كل حي سكني، من جهتهم سكان "100 مسكن" بذات الحي والمجاورة لملعب "بوتياس" تتقاسم معهم نفس المعاناة، والتي استمرت منذ أزيد من ستة سنوات، وحسب ما جاء على لسان السكان فإن "الوعود كثيرة وتنفيذها على أرض الواقع منعدم"، "الفرج طال وطال معه الانتظار". السكان الذين في كل مرة يلجأون إلى شراء الصهاريج بأثمان مرتفعة، ومنهم من تضطره الظروف إلى الاستنجاد بالأهل والأقارب بالأحياء الأخرى لغسل ثيابه، وحسب بعض العائلات التي تم ترحيلها من السكنات المتصدعة بحي "تابريحت" إلى سكنات جديدة بحي "بوتياس"، فإن مشكلة الماء أنستهم ما عانوه في السابق وثمنوا لو بقوا في مساكنهم حتى ولو تهدمت فوق رؤوسهم، حي "100 مسكن" المقابل للملعب شيد منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، بالبناء الجاهز لصالح شركة "كوسيدار" التي كانت تشرف على إنجاز موقع منطقة "بلارة" أنذاك، ونتيجة للأوضاع الأمنية التي كانت سائدة في تلك المرحلة، استغل بعض النازحين من المناطق الجبلية فرصة تدهور الظروف الأمنية بمداشرهم، وسكنوا تلك البنايات ورغم مرور سنوات على ذلك إلا أن السكان لا يزالون دون ماء، ومعهم الملعب الذي اشتكى مسيروه في الكثير من الأحيان غياب الماء عن الملعب الذي يحتضن كل أسبوع مقابلات مهمة وبذلك يحتاج إلى كمية كبيرة من الماء.