تتوالى الاستقالات يوما بعد آخر في قناة الجزيرة؛ فبعد أيام قليلة من استقالة الإعلامي البارز غسان بن جدو مدير مكتب القناة في بيروت، ذكرت مصادر إعلامية أن المذيع «فيصل القاسم» قدّم بدوره استقالته، كما أن مراسل الجزيرة في لبنان «عباس ناصر» كشف للأيام أنه قدّم استقالته للجزيرة منذ عدة أشهر. نقل موقع «شام برس» عن مصادر مقربة من الإعلامي «فيصل القاسم» أنه تقدم باستقالته إلى قناة الجزيرة منذ مدة بسبب سياستها التي ابتعدت فيها عن المهنية والموضوعية. وحسب معلومات متداولة فإن الاستقالة جاءت بعد «الخطة الازدواجية»، التي اتبعتها الجزيرة في تغطية الثورات في العالم العربي، ونقلت المصادر أن الاستقالة جاءت بعد عرض قناة الجزيرة مشاهد لمواطنين عراقيين وهم مداسون بالأقدام زمن صدام حسين؛ على أنهم مواطنون سوريون في «بانياس»، وهو مشهد مشابه لما نقلته قبل أسابيع عن ضرب مساجين في العراق على أنه في سجن في اليمن قبل أن تعتذر. من جهته، قال مراسل الجزيرة في لبنان «عباس ناصر» أنه استقال من الجزيرة منذ أشهر، وأضاف أن سبب استقالته هو خلاف شخصي مع مدير مكتب الجزيرة في لبنان «غسان بن جدو» الذي أعلن قبل أيام استقالته من القناة، بسبب سياستها التي ابتعدت فيها عن المهنية والموضوعية. وشكك «عباس ناصر» في اتصال أمس مع «الأيام»، في المبررات التي قدمها «بن جدو» لاستقالته، موضحا أن هذا الأخير كان دائما داعما لخط وسياسة الجزيرة التحريرية، وأشار «ناصر»، الذي خطف الأضواء خلال تغطيته للحرب اللبنانية الإسرائيلية صيف 2006، أن خلافه مع مدير مكتب الجزيرة في لبنان كان بسبب طريقة إدارة «بن جدو» لشؤون المكتب، والذي «لم ينجح – حسبه- في تأدية رسالته الإعلامية كما يجب»، وفي رده على سؤال حول السياسة التحريرية للجزيرة، أوضح «ناصر» أن لديه تحفظات جدية بهذا الشأن لكنه فضّل التريث وعدم التعليق وإبداء رأيه في الموضوع إلى «غاية نهاية خلافه مع بن جدو»، حتى لا تصنف تصريحاته - كما قال- على أنها تصفية حسابات مع مدير مكتب الجزيرة في بيروت. ويرى مراقبون أن هذه الاستقالات أقسى ضربة «مهنية» تلقتها قناة الجزيرة من بين عدة ضربات «مهنية» تلقتها خلال الأسابيع الماضية، وشككت بمصداقيتها وسحبت الكثير من رصيدها لدى المشاهد العربي.