لا تزال إشكالية العنف في الملاعب تطرح بحدة حيث تسعى العديد من الهيئات المعنية جاهدة إلى إيجاد حلول ناجعة لهذه الظاهرة التي باتت تهدد الأندية الجزائرية في مختلف المستويات، وتؤثر سلبا على محيط الساحرة المستديرة في بلادنا، وكنا في «الأيام» قد تطرقنا لهذا الملف في أعدادنا السابقة نظرا لخطورة هذه الظاهرة ، ولإلقاء الضوء عليها بمزيد من التحليل سنستعرض وجهة نظر العديد من المشتغلين في الحقل الرياضي بعاصمة الشرق «قسنطينة»، من مسيّرين وأنصار .. «كمال.ب» مناصر فريق جمعية الخروب.. من المؤسف أن يخاف المناصرون من التنقل إلى الملاعب أين عبّر «كمال.ب» وهو من مناصري فريق «جمعية الخروب» عن غضبه عندما يطالع أخبارا تكاد تكون أسبوعية عن أحداث العنف والشغب بملاعبنا، حيث قال :"مظهر لاعبي كرة القدم وهم يهنؤون بعضهم البعض في نهاية اللقاء ويتبادلون القمصان محيين الحكم تحت تصفيقات الجمهور يبدو بعيد عنا "، وقد قالها متحسرا وأضاف : "تعودنا عقب إطلاق صفارة نهاية المباراة رؤية عناصر الأمن وهم يسرعون نحو حكم اللقاء لتأمين الحماية له عند خروجه من الملعب باتجاه غرف تغيير الملابس خاصة وإن كانت نتيجة اللقاء لم تكن في صالح الفريق المحلي ولا تخدمه. كما تأسف «كمال» عن هذه الظاهرة التي لم تستثني أحدا، فكل من المسيّرين والأنصار والمدربين واللاعبين ليسوا في مأمن ،وأشار إلى أن كل لقاءات البطولة تقع فيه ضحايا نتيجة لتصرفات عنيفة في الملاعب. وهي المشاهد التي تتكرر دوما: ضرب الحكم واللاعبين ورشقهم بكل ما يمكنهم إدخاله للملعب، وحتى أعوان حفظ الأمن بالملاعب أصبحوا مستهدفون بدورهم. وأضاف هذا المناصر الوفي لألوان «لايسكا» بأنه من المؤسف أن تتحول الملاعب في الجزائر إلى أماكن لا تستقطب الأنصار الذين أصبحوا يعزفون عن ارتيادها بسبب الأخطار الكبيرة التي تشهدها المباريات خاصة الساخنة منها. «عبد الحميد دحمشي» رئيس الرابطة الجهوية للشرق.. ندعو لتأسيس لجان للأنصار يقودها نزهاء يرى «عبد الحميد دحمشي» رئيس الرابطة الجهوية لكرة القدم لشرق البلاد ، وهو حكم سابق بأنه للقضاء على هذه الظاهرة ربما يجب علينا أن نفكر في تأسيس لجنة للأنصار على مستوى كل نادي يقودها شخص ذي سيرة طيبة، وهو ما يعتقد بأنه " قد يضبط سلوكيات الجمهور الذي يتصرف من تلقاء نفسه ومن دون تأطير". ويعتقد بأن ذلك قد يكون "بداية حل" رغم أنه يصر بأن "المحرضين الرئيسيين هم مسيرو الفرق الذين يبحثون عن الفوز بأي ثمن ويدلون بتصريحات نارية يثيرون من خلالها الجماهير". ويرى هذا الحكم السابق بأنه من الحكمة أن "نبدأ العمل من هذا الجانب". «ياسين فرصادو» رئيس مجلس إدارة «شباب قسنطينة».. من الضروري خلق أجواء فرح داخل الملعب اعتبر رئيس مجلس إدارة الرائد الحالي لبطولة الرابطة الوطنية الثانية لكرة القدم شباب قسنطينة «ياسين فرصادو» بأن المشكل يعد "اجتماعيا رياضيا" مضيفا أنه "من الضروري خلق أجواء فرح داخل الملعب". وبالنسبة ل «فرصادو» "يجب إعطاء أهمية لكل ما يحيط بلقاء كرة القدم ليتسنى للمناصرين متابعة اللقاء في ظروف مثالية لتجنيبهم التوتر قدر المستطاع" «كمال بلارة» رئيس مولودية قسنطينة.. يجب ترسيخ الروح الرياضية بين اللاعبين منذ الصغر أما «كمال بلارة» رئيس مولودية قسنطينة فيرى أنه :" يجب القضاء نهائيا على الشوفينية البدائية". ويتحقق ذلك حسبه عن طريق "ترسيخ الروح الرياضية تجاه اللاعبين أولا وذلك منذ الصغر". وأشار «بلارة» بأن لاعب كرة القدم عندما لا يحترم الحكم سيتبعه بشكل تلقائي مناصر شاب ظانا منه أن الحكم هو مصدر كل معاناة بالنسبة لفريقه المفضل بسبب قراراته التي يراها مجحفة" ، حيث أضاف بأن "الدور الذي يؤديه اللاعب فوق الميدان في غاية الأهمية". "سترون عندما يدرك اللاعب بأن كرة القدم ما هي إلا لعبة ووسيلة للتقارب ويتعلم كيف يتقبل الهزيمة فنكون قد خطونا خطوة كبيرة للقضاء على تصرفات العنف في الملاعب" . مناصرون.. إقامة لقاءات دون جمهور عقوبة أثبتت محدوديتها ويشاطر هذا الرأي مناصرو الفرق، حيث يستنكر الشاب «كريم.أ» مناصر فريق شباب قسنطينة تصرفات بعض المسيرين الذين يدعون للانتقام وكذا تصرفات اللاعبين فوق الميدان لإثارة الجمهور فوق المدرجات." كما اعتبر صديقه «مراد.ع» أحد مناصري «مولودية قسنطينة» بأنه من بين العناصر التي تثير العنف "الضغط الممارس على اللاعبين الذين يهددون أحيانا بعدم التحصل على مستحقاتهم ما يدفعهم إلى إتباع تصرفات غير رياضية وسلوكيات غير لائقة فوق الميدان." ويرى «إبراهيم .ه»(59 سنة) الذي لم تطأ قدماه الملاعب منذ 1982 بأن "كل من التعليمات التي يصدرها في غرف تغيير الملابس أشباه المربين بالإضافة إلى التصرفات غير الأخلاقية للمسيرين فضلا عن اللهجة التي تنتهجها في بعض الأحيان الصحف المختصة التي لا تفكر إلا في بيع منتوجها من الورق لا تعمل إلا على تصعيد التوتر ودس «الشوفينية» الكامنة في أنفس الشباب العاطلين". ومع ذلك يعتقد «إبراهيم» بأن العنف في الملاعب ليس أمرا محتوما بل إنه حسب رأيه من الضروري أن تفكر الهيئات المعنية مليا لإيجاد حل ما يكون أكثر نجاعة من اللجوء إلى إقامة لقاءات من دون جمهور، مضيفا بأنها عقوبة أظهرت محدوديتها مثلما بينته الأحداث التي وقعت يوم الجمعة الماضي بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة عقب نهاية اللقاء الذي جمع «شباب قسنطينة» ب «جمعية وهران» حيث أصيب خلاله حارس مرمى «شباب قسنطينة» وأحد عناصر الحماية المدنية وذلك رغم إجراء اللقاء دون جمهور.