إنّ رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان «فاروق قسنطيني»؛ أكد تسجيل عشرين ألف شكوى ضد الإدارة الجزائرية بسبب «الحقرة» والتعسف الإداري. ما أكثر أنواع «الحقرة» في بلادي العزيزة وما أكثر «المحقورين» من أبناء وطني الطيبين الذين يعانون ويلات العذاب في إدارات يعتقد بعض العاملين فيها أنها ملكهم بعد أن ورثوها أبا عن جد..والواقع يقول ويؤكد ذلك.. إنّ حديث البعض عن حكم رشيد وإدارة عصرية متفتحة، يشبه عرضا مسرحيا مملا جدا في صالة عرض متسخة مشبعة بالرطوبة تحجز جمهورها كرهائن محكوم عليهم بإنهاء كل الفصول والمشاهد المملة تحت تصفيق حار على الشخصيات المشاركة في مسرحية الرعب السخيفة. ذلك هو حال وواقع كلّ إداراتنا للأسف الشّديد، وبعض الموظفين، هداهم الله، لم يجدوا الصفعة القوية الكفيلة بإفهامهم أنّهم قبل أن يكونوا إداريين فهم كذلك مواطنون وأنّهم يتولّون تلك المناصب من أجل خدمة الشعب لا من أجل أن يتسلطوا ويتجبروا ويتفرعنوا عليه، ليفرضوا في الأخير منطقهم الذي لا يشبه أي منطق سليم.. إنّ الرقي بالإدارة الجزائرية مهمة جد شائكة في ظل تلك التصرفات المشينة، لكن الواجب يحتم على الجميع البحث عن حلول جذرية، تنطلق من تلقين حس المواطنة لأبناء الجيل الصاعد وإفهامهم أن المواطن الصالح هو الذي يخدم دينه ووطنه، ويساعد ويضحي لإسعاد أبناء شعبه، لا أن يضع جزمته الإدارية على أعناقهم.. (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)