كشف محافظ المهرجان الوطني للموسيقى الحالية نزيه برمضان بأنّ هيئته عمدت إلى الاستغناء عن نجوم "الراي" في تنشيط فعاليات الطّبعة السّادسة من هذه التّظاهرة، والتي ستقام على مدار الأيّام السّتة الأولى من شهر جويلية القادم بمدينة قالمة، وأوضح في هذا الصدد بأن المغزى الأساسي من هذا المهرجان يكمن في السعي لفسح المجال أمام وجوه شابة، وفرق فتية للبحث عن مكانة لها في الساحة الفنية، معتبرا تواجد الشاب بلال ضمن قائمة الفنانين المعنيين بهذه النّسخة استثناءا، بحكم توافق أغاني هذا الشاب مع الوضع الراهن الذي تعيشه الشريحة الشّبانية في بلادنا، فضلا عن الكلمات المهذبة التي يستعملها في جل أغانيه. برمضان وفي ندوة صحفية نشطها صبيحة أول أمس بدار الثقافة عبد المجيد الشّافعي بقالمة أشار إلى أن جديد الطبعة السادسة يتمثل في توجيه الدعوة لفرقة أولاد جويني التّونسية للمشاركة في هذه التظاهرة، مادام القانون الأساسي للمهرجان يخول للمحافظة بالاستعانة بفرق موسيقية من خارج التراب الوطني، من دون أن يكون هذا الإجراء خطوة أولية لإعطاء هذه التظاهرة الطابع " الدولي "، مضيفا في نفس السياق بأن وجوه فنية من أصول جزائرية ستجل حضورها في هذا المهرجان، رغم أنها تعيش في المهجر، على غرار شريفة لونا التي ستحط رحالها بقالمة بكامل جوقها، وكذا نايلة بنباي المقيمة بمقاطعة كاتالونيا الإسبانية، والتي لبت الدعوة للحضور إلى قالمة و تنشيط حفل فني ساهر،إضافة إلى الشاب نسيم المتواجد بالعاصمة الإنجليزية لندن، وهي مشاركة لن تحجب كما قال ذات المتحدث الرؤية عن وجوه فنية شابة أغلبها من الفرق الموسيقية التي رأت النّور حديثا. وفي رده عن سؤال بخصوص البرنامج المسطر لم يتردد نزيه برمضان في التّأكيد على أنّ محافظة المهرجان استخلصت العبرة من تجربة الطّبعة الثّانية التي نظّمت بقالمة قبل أربع سنوات، حيث عمدت إلى توزيع الوجوه المشهورة على السهرات المبرمجة، في محاولة لتفادي التوافد الجماهيري القياسي، لأن هذه الطبعة ستعرف مشاركة بعض الوجوه التي لها مكانة مميزة في الأوساط الشّبانية، على غرار الشّاب بلال، لطفي دوبل كانون، رضا سيتي 16 وأمين تيتي، مشيرا في سياق متصل إلى أن عودة المهرجان إلى ولاية قالمة كان استجابة للطلب الذي تقدّمت به السّلطات المحلية، لأن هذه الولاية تزخر بموروث ثقافي بحاجة إلى مثل هذه التظاهرات لنفض الغبار عليه، كون المسرح الرّوماني تحفة أثريّة نادرة، ظلت مجرد هيكل دون روح، وخارج دائرة الاستغلال، فضلا عن المواقع الأثرية والحمامات المعدنية التي تتوفر عليها ولاية قالمة. وفيما يتعلق بالجانب التنظيمي أوضح نفس المتحدث بأن محافظة المهرجان أبرمت اتفاقية عمل مع الديوان الوطني لحماية الآثار يقضي بتحديد عدد الحضور في كل سهرة بنحو 2500 متفرج فقط، وهو رقم جد ضئيل مقارنة بالإقبال الجماهيري الذي تم تسجيله في طبعة 2007، ممّا جعل المنظمين يتخذون جملة من التدابير في محاولة لتمكين أكبر عدد من القالميين من متابعة السهرات عبر الشّاشات العملاقة التي تقرر نصبها على مستوى الساحة المحاذية للمسرح الروماني، وكذا بالملعب الجواري المتواجد بحي قهدور الطاهر، لأن هذا الفضاء يبقى القبلة التي تحج إليها العائلات القالمية سهرة كل يوم لكسر الروتين، والهروب من حرارة الجو، وقد حددت اللجنة المنظمة الساعة العاشرة ليلا كموعد لانطلاق السهرات على ركح المسرح الروماني للسّماح لأكبر عدد من المواطنين من متابعة فعاليات هذه التظاهرة. على صعيد آخر فقد أوضح برمضان بأن هذه التظاهرة لها أبعاد أخرى لها علاقة بالجانبين الإنساني والاجتماعي، لأن بعض الفنانين سيقومون بزيارات ميدانية إلى مصلحة طب الأطفال، ومركز الطفولة المسعفة بهيليوبوليس، في الوقت الذي ستبرمج فيه الفنانة شريفة لونا جلسة عمل مع شبان فرقة كالاما الموسيقية، بينما سيقوم فنانون آخرون بحملة توعوية في أوساط شبان الولاية لمحاربة الإدمان على المخدرات، مادامت الأرقام المقدمة عن الطّبعة الثانية تشير إلى تراجع معدل الجريمة بالولاية وانخفاضه إلى أدنى مستوياته في الفترة التي احتضنت فيه قالمة مهرجان الموسيقى الحالية.