الشريط الحدودي الشرقي يتحول إلى قبلة لبارونات التهريب وداعا للمنتجعات التونسية..والسياحة الداخلية تنتعش وقد كان هذا التوجه المغاربي صريحا بالنسبة للحكومة التونسية التي أكد وزيرها للتجارة والسياحة «مهدي حواس» إثر زيارته الأخيرة للجزائر أن «تونس لن تدّخر أي جهد من أجل توفير كل الظروف التي تليق بالسياح الوافدين خاصة الجزائريين»، مُعلنا أن بلده يأمل في جلب 700 ألف جزائري هذا الصيف، بسبب الظروف غير العادية التي تمر بها تونس، واعدا بتوفير كل الظروف لإنجاح الموسم السياحي وتدارك الخسائر
تؤكد الإحصائيات الأخيرة لمصالح الأمن الوطني وشرطة الحدود المنتشرة عبر مختلف المراكز الحدودية في الشمال الشرقي للبلاد أن حركة المسافرين عبر الحدود المشتركة بين الجزائروتونس شهدت تغييرا كبيرا خلال العام الجاري، حيث اختفت الطوابير الطويلة التي كانت تشهدها مراكز الحدود، وسجلت شرطة الحدود خلال الأسبوع الأول من شهر جوان الماضي دخول مالا يقل عن 16 ألف مسافر من تونس قاصدا أرض الوطن، في حين لم يتجاوز عدد المغادرين لتراب الوطن باتجاه تونس وفي الغالب باتجاه المنتجعات السياحية 15 ألف مسافر، هذه النسبة التي تشير إلى انخفاض رهيب في أعداد الجزائريين الذين يقصدون المنتجعات التونسية وعلى الرغم من الرفاهية الكبيرة التي تتميز بها، ولدى اقترابنا من أحد وكالات الساحة بالعاصمة أكد لنا السيد «بشير ف» أن عديد الجزائريين أسقطوا خيار تونس من برنامجهم الصيفي للعام الجاري، وهذا بسبب عدم ويعتقد بعض المتتبعين أن ما يحدث على الحدود التونسيةالجزائرية من قطع للطريق واعتداء وتوتر ليست أحداثا بريئة بل تقف وراءها أطراف داخلية لا تريد الخير لتونس ما بعد الثورة وتسعى إلى عرقلة الاستقرار السياسي والاقتصادي والإساءة إلى صورة تونس وتصديرها إلى الأسواق الخارجية لدفع المستثمرين والسائحين خاصة الجزائريين منهم إلى العزوف عن المجيء، حيث تجدر الإشارة إلى أن السوق التونسية كانت تستقبل سنويا حوالي 3 ملايين من السياح المغاربة، منهم مليونين من ليبيا ومليون سائح جزائري، وفي ظل الأزمة الداخلية الدامية بليبيا فإن أنظار القائمين على السياحة بتونس تتجه بشكل كلي نحو الأسواق التقليدية والمغاربية خاصة منها الجزائر التي حسب اعتقاد السلطات التونسية ينتظر أن يكون لها أفضل الأثر على الخروج بقطاع السياحة من أزمته الراهنة وفي شأن ذي صلة أشار الخبراء إلى أنه يمكن إعادة بعث السياحة الجزائرية والرفع من الأرقام التي يسجلها القطاع، خاصة في ظل الظروف التي يعرفها العالم العربي والدول المغاربية على وجه الخصوص، والتي من شأنها أن تحرك عجلة السوق السياحية ببلادنا، خاصة أمام تردد السياح الأجانب في التوجه نحو المقاصد الكلاسيكية على غرار تونس ومصر والمغرب التي تعرف اضطرابات أمنية وسياسية، غير أن هذه الوضعية الإيجابية تقابلها العديد من النقائص والسلبيات لاسيما ما تعلق منها بنقص الإمكانيات والمرافق.