«الأيام» وقفت على حالات مأساوية بعدد من مستشفيات العاصمة لنقل صور «جرائم» ضحاياها أطفال ورضع ومرتكبوها أولياء تخلوا عن مسؤولياتهم الأسرية بذريعة مشقة الصيام و«غلبنا رمضان»، وصادف دخولنا مستشفى "بلفور" بالحراش مشهدا مؤلما لأم تبكي فلذة كبدها بحرقة وأب ملطخ بالدماء وعلامات الأسى بادية على وجهه، الطبيب روى لنا القصة التي أخفاها والد الضحية الذي ترك آلة كهربائية لقطع الحديد مرمية في إحدى غرف منزله الواقع بباب الزوار، وخرج لدقائق معدودة كانت كفيلة بوقوع كارثة حيث دخل ابنه الرضيع 14 شهرا وهو يحبوا باتجاه هذه الآلة الخطيرة التي أدت فور إمساكه بها إلى قطع يده وإصابة الأخرى بجروح خطيرة، لتأتي على بطنه فتمزقه وتصيب رجليه أيضا، سرعة المشهد وحدة الآلة لم تترك للطفل مجالا للصراخ، ولم يتفطن له الأب إلا وهو يعود للغرفة ليجد فلذة كبده غارقا في بركة من الدماء..الطبيب أكد لنا أن الفريق الطبي قد أدخل الرضيع إلى الإنعاش إلا أن حالته حرجة، خاصة وأنه فقد الكثير من الدماء، كما أن الوالد حاول التهرب من المسؤولية والادعاء أولا أن «الآلة طارت للطفل وهو في سريره» وبذات المستشفى شهدنا حالة أخرى لطفل جاء به أبوه إلى المستشفى بقصد علاجه حيث أثبت جهاز الكشف الإشعاعي أن الصبي قد تعرض إلى كسر في الساق، وهذا إثر لعب الطفل الذي لا يتجاوز الرابعة أمام والده مرارا وتكرارا فلم يتمالك الوالد «الصائم» نفسه فضربه بركلتين على مستوى الساق أدت إلى تعرضه إلى كسور، حارما الولد من اللعب بحرية لشهور بدل لحظات فقط، الوالد لم يجد ما يبرر به فعلته تلك سوى بالقول «غلبني رمضان والولد أزعجني كثيرا» ولم يتوان أحد الأطباء المختصين في جراحة الأطفال على التأكيد بأن بعض الحالات التي يكون الطفل ضحيتها نتيجة إهمال الأولياء واعتدائهم على الأطفال في حالات عديدة، قد تصل إلى حد الوفاة مستدلا بواقعة شهدها مستشفى «بئر طرارية» شهر رمضان الماضي، حيث أدى سهو خباز عن إغلاق الباب الفاصل بين بيته في الطابق الأول ومخبزته في الأرضية إلى سقوط ابنه الرضيع في «آلة عجن الخبز» التي تسببت في تهشيم عظامه، بالرغم من انعدام الجروح الظاهرية عليه، مؤكدا لنا أن الطفل توفي بعد أيام بسبب خطورة الحالة