والد الضحية يستغيث بالرئيس ويكشف للشروق: "مدير المستشفى زوّر التقرير الطبي وهدّدني بالضرب والطرد" لا يزال الرضيع الجزائري الذي تعرض إلى عملية جراحية إجرامية بأحد المستشفيات الأردنية، يصرخ ألما، من أثر الخطأ الفادح الذي ارتكبه أحد جراحي المملكة بحقه، بعد أن أخضعه إلى عملية قلب مفتوح، كان من المفروض أن لا يجريها له قبل شفائه من الحمى، لينتج عن ذلك الإهمال، إصابة الرضيع الجزائري بشلل وتعطل في الدماغ، وفقدانه السمع والبصر، ما حوّل حياة والديه المقيمين وإلى هذه اللحظة بالمستشفى مكان وقوع الجريمة، إلى جحيم ومعاناة حقيقية في ظل تنصّل المستشفى من المسؤولية وتهديد الأسرة الجزائرية بالضرب والطرد. هي بالفعل مأساة كبيرة تلك التي روى لنا فصولها المواطن الجزائري »سليم خلوة« والذي اتصلت به الشروق، أين يقيم قصريا بالمركز العربي الطبي في العاصمة عمان، رافضا ترك طفله العليل وسط ظروف وصفها بالمستحيلة والصعبة، أمام إصرار مدير المركز على طرده وتهديده بالضرب. أخبرنا السيد "سليم خلوة" عبر الهاتف وهو يتكلم باكيا وبصعوبة شديدة من فرط التعب والسهر والمعاناة "مأساتي بدأت حين اكتشف الأطباء في الجزائر العاصمة بأن أملي في الحياة، مصاب بفتحة صغيرة في القلب تستدعي إخضاعه لعملية القلب المفتوح، فاستنجدت بعيادة أمراض القلب ببوسماعيل..هناك أشار عليا أحد الأطباء بأن أجري له العملية بالخارج، وأخبرني الطبيب بأن مستشفى مصطفى باشا سيتولى تحويلي إلى مستشفى مختص في أمراض القلب بالخارج..وبعد إجراءات إدارية مريرة وافق المسؤولون بالمستشفى الجامعي على نقل الرضيع، بعد أن تكفلوا بدفع مستحقات سفر زوجتي وابني." "وصلنا إلى المستشفى الأردني بتاريخ ال 17 جويلية 2010 ، وهناك وجدنا في استقبالنا مديره "أ.أ" والطبيب "خ. س" الذي فحص الطفل، وأخبرني بعدها بأنه سيجري له العملية في اليوم الموالي، لكن ما حدث هو أن "عبد الله" ارتفعت حرارته وأصيب بالتهاب صدري بسبب مكيّف الطائرة، ما جعل الطبيب المشرف على حالته يؤجل عمليته إلى حين شفائه"."إلا أنني فوجئت بعدها بالطبيب الجراح "ح .ش" يخبرني أن لا ضرر في إجراء العملية.. تمت العملية ..وفي صباح اليوم الموالي، وجدت الطبيب يطمئنني على صحة طفلي ويؤكد لي نجاح العملية بنسبة تزيد عن 95 % ، بعد أن طلب من قسم الإنعاش وضع طفلي تحت جهاز التنفس لمدة تتراوح ما بين 24 و48ساعة، إلا أنهم وضعوا لابني الجهاز لمدة 9 ساعات فقط. وتم نزعه بعد ذلك بحجة أن حالته تحسنت دون أن يتم فحصه، وتركوه يستغرق في غيبوبته، الشيء الذي أدى إلى إيقاف نبضات قلبه". "في صباح اليوم الموالي أخبرني الطبيب بأنه نزع عنه جهاز التنفس حتى لا يصاب بالتهاب، لكن ما حدث كان أسوأ بكثير، بعد أن اكتشف طبيب الأعصاب بأن "عبد الله" وبعد ساعتين من نزع جهاز التنفس أصيب بتلف جزء من دماغه وشلل في أطرافه وفقد بصره وسمعه كليا. ولا يزال إلى حد الساعة في غرفة الإنعاش يصرخ من الألم 14 ساعة يوميا وصراخه يدمي قلبي وقلب أمه، كما أن رأسه تعفّن من المدة التي قضاها نائما دون حراك". يجهش سليم بالبكاء، ثم يواصل حديثه .."بعدها أرسلت تقريرا طبيا بحالة "عبد الله" إلى مستشفى "لاتيمون" بمرسيليا بمساعدة أحد أقاربي المقيمين هناك، ووجدت أيضا مشقة في الحصول على ذلك التقرير، ففي البداية منحني مدير المستشفى الأردني تقريرا يثبت سلامة ابني، لكني استعنت بأحد الأطباء بالمستشفى والذي ساعدني في كتابة التقرير الحقيقي ..وأصبت باليأس حين تلقيت ردا من فرنسا يشرح بأن حالة شفاء طفلي ميؤوس منها، نظرا لانقطاع الأوكسجين عنه لفترة طويلة، إضافة إلى قيام الجراح بإجراء العملية والرضيع مصاب بالحمى. ثم يستطرد قائلا "تلقيت معاملة سيئة من قبل مدير إدارة المستشفى الأردني الذي مارس علي كل أشكال الضغط النفسي والتهديد بالضرب لإخراجي من المستشفى، والأكثر من ذلك قرر المستشفى منع تقديم أي علاج لابني، فلا طبيب يزوره ولا رقيب على حالته سوى الله عز وجل، كما منعوا تزويد غرفة الطفل بالخدمات والطعام، حتى أيأس وأعود به إلى الجزائر جثة هامدة". ويقول سليم بأنه اتصل بنقابة الأطباء الأردنيين، وقص عليهم مأساته التي كتب فصولها أطباء أردنيون، تفننوا في تعذيب فلذة كبده، وبأن النقابة أشارت عليه بأن يظل في المستشفى قرب ابنه، من منطلق أن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق مسؤوليه من مدير وأطباء وجراحين وحتى ممرضين وأعوان أمن حاولوا إخراجه بأساليب همجية من المستشفى. كما أخبرنا السيد سليم الذي يستغيث اليوم بالرئيس بوتفليقة، بأنه حاول أن يطرح مأساته على السفير الجزائري بالأردن، إلا أنه لم يبد تعاونا في القضية، وبأنه علم من السفارة الجزائرية بالأردن بأن رجل أعمال إماراتي هو من تكفل بمصاريف نقل ابنه من مستشفى مصطفى باشا الجامعي نحو المركز الطبي بالأردن، في الوقت الذي فند فيه المعني بالأمر هذه الجزئية، واعتبرها تزييفا للواقع من منطلق أنه قدم إلى الأردن في ظروف صعبة وبأن مستشفى مصطفى باشا تكفل بنقل الرضيع وأمه فيما دفع هو مصاريف رحلته.