عادت معاناة المعتمرين الجزائريين بمطار المملكة السعودية إلى الواجهة بعد أزمة العام المنصرم، التي نتج عنها معاقبة أزيد من 15 وكالة سياحية، حيث تجددت الفوضى وحالت دون عودة العشرات من المعتمرين إلى أرض الوطن، حيث افترش الكثيرون منهم الأرض بمطار الملك عبد العزيز بجدة بعد تأجيل رحلاتهم في ظل احتجاجات نتج عنها جرحى. لم يكن موسم العمرة لسنة 2011 بالنسبة للمعتمرين الجزائريين، أحسن من موسم العام المنصرم رغم الإجراءات التي اتخذها كل من الديوان والوطني للحج العمرة، ووزارة الشؤون الدينية وشركة الخطوط الجوية الجزائرية، والشروط التي ألزمت بها الوكالات السياحية، حيث وجد المعتمرون الجزائريون أنفسهم يواجهون عدة مشاكل، في السعودية سواء في الإقامة أو النقل وآخرها العودة إلى أرض الوطن، أين تجددت صباح أول أمس، أزمة المعتمرين العرب في مطار الملك عبد العزيز بجدة، حيث اقتحمت مجموعة من المعتمرين الجزائريين مكاتب الخطوط السعودية في صالة الحجاج، أين نشبت مشادات احتجاجا على تأخر رحلتهم التي كان من المقرر أن تقلع يوم الأربعاء الماضي. ونقلت مصادر إعلامية سعودية أن عددا من المحتجين عتدى على الموظفين بالضرب والدفع، ما أسفر عن تضرر وإصابة نحو 4 موظفين بإصابات طفيفة. وكان مطار الملك عبد العزيز بجدة قد شهد خلال الأيام الماضية فوضى وتكدس مجموعات كبيرة من المعتمرين الجزائريين والعرب ومن جنسيات أخرى، نتيجة تأخر الرحلات، ووصل الأمر قبل نحو ثلاثة أيام إلى اقتحام معتمرين مصريين لصالات المطار وساحات الطائرات مع الاعتداء على الموظفين قبل أن تتم السيطرة على الأزمة عن طريق لجان مشكلة من عدة جهات. هذا وقد حمّل عدد من المعتمرين الجزائريين المسؤولية للوكالات السياحية التي «تخلت» عنهم فور وصولهم إلى البقاع المقدسة، ويأتي هذا رغم الشروط الصارمة التي فرضها الديوان الوطني للحج والعمرة، والتي تلزم الوكالة التي منحت رخصة لتأطير موسم العمرة 2011 بتطبيقها لتفادي الإجراءات العقابية وسحب ترخيص تنظيم العمرة منها نهائيا، ودفع غرامات مالية، وذلك في إطار تطبيق القانون مع الوكالات السياحية المكلفة بتنظيم موسم العمرة، البالغ عددها 133 والتي كُلفت بنقل ما يزيد 44 ألف معتمر، تفاديا لتكرار سيناريو العام الماضي الذي استدعى تدخل الوزير الأول. وبعد هذه الأزمة ستواجه العديد من الوكالات السياحية تهديدات بسحب ترخيصها على غرار ما حدث في 2010 حيث تم سحب تراخيص أزيد من 15 وكالة بسبب فشلها في تأطير المعتمرين.