علمت “الفجر” من مصادر مؤكدة، أن الوزير الأول، أحمد أويحيي، سيعقد نهاية الأسبوع، لقاء مع كل من وزير الشؤون الدينية والأوقاف ومدير الديوان الوطني للحج والعمرة، لبحث عدة مواضيع تخص القطاع، وعلى رأسها التسيير الكارثي لموسم العمرة للسنة الحالية والأسباب التي أدت إلى ذلك، خاصة وأننا على أبواب موسم الحج، حيث يجب ألا تتكرر مأساة العمرة قالت ذات المصادر إن الوزير بو عبد الله غلام الله، أعد تقريرا أسود يحمل فيه مدير ديوان الحج والعمرة، “كارثة” العمرة، لاسيما ما تعلق باستصدار التأشيرات واختيار الوكالات السياحة المعنية بالعملية، وكذا التصرفات الانفرادية من خلال عدم استشارته في التحضيرات، باعتباره رئيس مجلس إدارة الديوان. وحسب ما أدلت به مصادر “الفجر”، فإن الوزير الأول، أحمد أويحيي، اختار نهاية الأسبوع الجاري، يرجح أن يكون اليوم الخميس، لعقد اجتماع طارئ بين وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام، ومدير الديوان الوطني للحج والعمرة، بربارة الشيخ، للوقوف على أسباب كارثية موسم العمرة بالنسبة للبعثة الجزائرية، بعد الفوضى العارمة التي عرفتها عملية التنظيم، خاصة أثناء العودة من البقاع، وأصبحت معاناة المعتمر الجزائري على لسان كل المعتمرين من مختلف الأجناس. ويأتي الاجتماع في ظل تحميل الرياض، ممثلة في وزارة الحج والأوقاف السعودية، في تقرير لها، مسؤولية تدهور عملية تأطير المعتمرين الجزائريين، للجزائر وعلى رأسها الجوية الجزائرية، ووسط تهديدات بإقصاء الوكالات السياحية من تنظيم مناسك العمرة نهائيا، وهو ما دفع بنقابة الوكالات السياحية لعقد لقاء طارئ، أكدت من خلاله قبولها بإقصاء ومعاقبة أية وكالة قصرت في مسؤولياتها، حسب تصريح رئيسها بشير جريبي ل”الفجر” . وحسب مصادر “الفجر”، فإن وزير الشؤون الدينية والأوقاف سيعرض خلال لقائه مع أحمد أويحيي تقريرا مفصلا، وصفته ذات المصادر ب”الأسود “، وهو التقرير الذي انتهت الوزارة من صياغته في ساعات متأخرة من ليلة أول أمس، انتقد فيه الوزير غلام الله، مدير الديوان الوطني للحج والعمرة، واتهمه بعدم استشارته في التحضير لموسم العمرة، رغم أنه رئيس مجلس إدارة الحج والعمرة، يضيف التقرير، ضف إلى ذلك تعمده إشراك وكالات سياحية كررت نفس الأخطاء والتجاوزات خلال مواسم العمرة السابقة، وكذا الاستغناء عن بعض إطارات الوزارة الذين كانوا يتولون تنظيم موسم الحج والعمرة من قبل، واللجوء إلى إطارات جديدة تفتقد للخبرة. ومن المنتظر أن يعطي الوزير الأول، أحمد أويحيي، خلال ذات اللقاء، حسب نفس المصدر، تعليمات جديدة لترقية وتحسين عملية تنظيم موسم الحج المقبل، خاصة وأنه يتابع الملف شخصيا بناء على طلب من رئيس الجمهورية. رشيد حمادو قالت إن الإعلام لم ينقل صورا دقيقة عن خدماتها، السفارة السعودية بالجزائر: الجوية الجزائرية مسؤولة عن التقصير في حق المعتمرين في المطارات السعودية حملت السفارة السعودية بالجزائر الخطوط الجوية الجزائرية مسؤولية معاناة المعتمرين الجزائريين في مطارات السعودية، وقالت إنها المتسبب الأول والأخير في المشكلة، في رد واضح على دفاع مدير عام الجوية الجزائرية عن مؤسسته وإرجاع الأزمة الى سوء تسيير مطارات المملكة. تسارعت الأحداث في ملف العلاقات الجزائرية - السعودية، حيث أصدرت أمس سفارة المملكة العربية السعودية بالجزائر بيانا تلقت “الفجر” نسخة منه، تذكر فيه بأنها تابعت تناول وسائل الاعلام الجزائرية لتأخر عودة المعتمرين الجزائريين إلى الجزائر بعد أدائهم مناسك العمرة، وقالت بصريح العبارة، “إن ما حصل للمعتمرين من تأخير ومعاناة في العودة إلى أرض الجزائر، كان بسبب سوء التنظيم من قبل شركة الخطوط الجوية الجزائرية”. وجاء بيان السفارة السعودية بالجزائر، بعد أن حمل الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، وحيد بو عبد الله، المسؤولية للطرف السعودي في تأخر ومعاناة المعتمرين الجزائريين ببعض مطارات المملكة، حيث اتهم البيان وسائل الاعلام الجزائرية والجوية الجزائرية على حد سواء، بإصدار بيانات ونقل صور غير دقيقة للمطارات السعودية والخدمات المقدمة بها، وخاطبت الجوية الجزائرية بشكل غير مباشر، قائلة “إنه كان الأجدر بها البحث عن حلول ناجحة وسريعة لما وقع لهؤلاء المعتمرين عوض اتهام الطرف السعودي”. وأوضحت السفارة في سياق ردها، بأن عدد المعتمرين الجزائريين السنة الجارية والى غاية بداية شهر رمضان بلغ 500 147 معتمر، في حين عدد المعتمرين خلال شهر رمضان بلغ 77 ألف معتمر، تخلف منهم 1421 عن العودة إلى الجزائر في الوقت المحدد. وقال بيان السفارة إن الرقم صحيح، وحاولت تبرئة ذمة مصالح المطارات السعودية من خلال التأكيد على أن مطار الملك عبد العزيز بجدة لم يغلق أبوابه على الإطلاق. وشهدت العلاقات الجزائرية - السعودية في الآونة الأخيرة نوعا من تضارب في البيانات والتصريحات، أثارته في البداية حادثة مقتل الفتاة سارة بن ويس في أحد فنادق بمكة، وزادته مظاهر تكدس مئات المعتمرين الجزائريين في المطارات السعودية تأزيما، حيث دفع الأمر الى تدخل السلطات العمومية المعنية لدى نظيرتها السعودية لمعالجة الأمر.