نجحت البعثة الجزائرية المكلفة بالتفاوض مع الجهات السعودية بشأن فترة إقامة الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة، في تقليص مدة إقامة الحجاج من 45 يوما إلى أقل من 37 يوما وكأقصى تقدير إلى 35 يوما إلزام الحجاج بالسفر إلى مكة قبل 32 يوما مطالبة الخطوط الجوية بكراء طائرات إضافية كشفت مصادر عليمة ل”الفجر”، عن فحوى المفاوضات التي جرت بين اللجنة التي شكلتها السلطات الجزائرية ونظيرتها السعودية بشأن قضية تمديد فترة إقامة الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة إلى 45 يوما، مؤكدة أن المعلومات الأولية تؤكد أن الوفد المتكون من ممثلين عن وزارة الشؤون الدينية والديوان الوطني للحج والعمرة ووزارة الشؤون الخارجية وشركة الخطوط الجوية الجزائرية، تمكن من تقليص المدة إلى أقل 37 وكأقصى تقدير إلى 35 يوما مبدئيا على أن تتحمل الخطوط الجوية الجزائرية مسؤولية نقل نصف الحجاج في ظرف قياسي ما يجعلها مجبرة على كراء طائرات خاصة ذات الاستيعاب الأكبر. وحسب مصادرنا فإن اللجنة التي توجهت إلى المملكة السعودية خلال العشرة أيام الأخيرة من شهر أوت المنصرم، وعلى عاتقها مهمة تخفيض فترة الحج التي حددتها السلطات السعودية ولأول مرة ب45 يوما، بسبب أشغال توسعة مطاري جدة والمدينة، حسب مضمون المراسلة التي تلقتها وزارة الشؤون الدينية من نظيرتها السعودية نهاية شهر جويلية الماضي، قد عادت نهاية شهر رمضان، مؤكدا أن المعلومات الأولية تشير إلى أن هناك موافقة مبدئية على تخفيض مدة الحج إلى أقل من 37 يوما أو 35 يوما، وهذا في ظل عدم إعطاء موافقة أخيرة من قبل وزارة الحج السعودية ومنظمات الخطوط الجوية السعودية حسب ذات المصادر التي أكدت أن اللجنة الجزائرية لم تستكمل المفاوضات بعد، وهي تنتظر الرد الرسمي للاقتراحات المقدمة من الجانب الجزائري. وأضافت المصادر أن المشكلة الرئيسية وراء تمديد مدة الحج جاء نتيجة عدم تمكن الخطوط الجوية الجزائرية من نقل الحصص الخاصة بها من المعتمرين الجزائريين من مجمل 36 ألف حاج، بسبب أن الطائرات الجزائرية تستوعب فقط 250 حاج، في الوقت الذي تصل فيه قدرة الطائرات السعودية إلى 450 حاج، مما يجعل ضمان عودة الحجاج وحتى المعتمرين بعد الحج مباشرة أمرا صعبا، وهو ما يخلق سنويا مشاكل للحجاج في ظل أن هؤلاء يرفضون تمديد إقامتهم ويتسببون في احتجاجات ومشاكل وخيمة كل موسم، آخرها ما حدث للعشرات من المعتمرين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى الجزائر إلى حد الساعة، بعدما تم تأجيل رحلاتهم التي كانت مبرمجة ليوم الأربعاء، ونتج عنها احتجاجات وفوضى بمطار السعودية. وقد قررت السلطات الجزائرية اتخاذ إجراءات جديدة خلال موسم الحج 2011، حيث سيتم نقل أول دفعة من الحجاج قبل 32 يوما من افتتاح موسم الحج الذي يبدأ مع يوم عرفة، وهذا لضمان عودتهم بعد ثلاثة أيام من استكمال الموسم، أي بعد شعائر “منى”، باعتبار أن الحجاج الجزائريين لا يجدون مشكلة في التنقل إلى البقاع المقدسة بأيام، شرط العودة مباشرة بعد استكمال حجهم، ويأتي هذا في الوقت الذي كانت الخطوط الجوية الجزائرية تحدد أول رحلة قبل 20 يوما أو 25 يوما، من انطلاق موسم الحج. ورغم تقليص مدة الحج إلى أقل من 37 يوما إلا أن مشاكل ستواجه الخطوط الجوية الجزائرية، فيما تعلق بإعادة الحجاج إلى أرض الوطن في أقصى حد، تضيف مصادرنا، مما يلزمها كراء طائرات تستوعب 450 راكب وهو شرط مهم لتمسك السلطات السعودية بتقليص فترة الحج إلى 37 أو 35 يوما، ويأتي هذا بعد أن رفضت الخطوط الجوية السعودية المساعدة لنقل الحجاج باعتبار أن لها التزامات مع دول إسلامية أخرى، حسب ما نقلته ذات المصادر التي أكدت أن الحل الوحيد هو كراء طائرات من تركيا أو إسبانيا أو روسيا، كما اعتمدته الجزائر في مناسبات عدة سابقة.