افتتحت، نهاية الأسبوع الماضي، بالمؤسسة الاستشفائية للصحة العمومية للعين الصفراء، الواقعة على بعد 70 كيلومترا جنوب ولاية النعامة، أيام دراسية وتكوينية، حول موضوع الكشف عن الأمراض والعمل بالتقنية الحديثة للجراحة بالمنظار. وتندرج هذه الفعاليات الطبية التي تستمر لمدة ثلاثة أيام ويشارك فيها أخصائيون في الجراحة بالمنظار من المستشفيات الجامعية بولايات الجزائر وسيدي بلعباس وتلمسان ووهران وجراحون عامون من مستشفيات النعامة والمشرية والعين الصفراء، في إطار دعم جانب التكوين المتواصل كما أوضح المنظمون. وسيتم خلال أشغال هذه التظاهرة الطبية تقديم سلسلة من المداخلات حول تطور تقنيات الكشف والجراحة بواسطة المنظار، يتخللها نقاش موجه لأعضاء السلك الطبي وشبه الطبي العاملين بالقطاعات الصحية بالولاية، حسب ذات المصدر. وتتناول هذه المداخلات أهمية المنظار كوسيلة إلكترونية متطورة، تسمح بتسهيل عملية الكشف عن مختلف الأمراض وتشخيصها وتحديد العلاج اللازم لها، هذا وقد بلغ استعمال هذه التقنية الطبية بالجزائر أشواطا متقدمة، من خلال توفر معدات جد حديثة، تساهم في إيجاد العلاج للعديد من حالات الأمراض الداخلية كأمراض النساء والجهازين الهضمي والتناسلي والنزيف وكذا السرطان. ومن جهته أكد الدكتور “دحنون حمدان” أحد أعضاء لجنة تنظيم الملتقى التكويني “أنّ استدعاء جراحين ذوي خبرة وكفاءة كبيرة في هذه التقنية سيعود بالفائدة على المشاركين، خاصة ما تعلق بشرح كيفيات التشخيص والعلاج الذي يتيحه الكشف بالمنظار”.كما سيتم في نفس الإطار، إجراء حصص تطبيقية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية بالعين الصفراء من القيام بعمليات جراحية بالمنظار، يتابعها عبر الشاشة الطاقم الطبي من مختصين وأعوان التخذير والإنعاش وغيرهم. ومن جهته أوضح البروفيسور “حيرش” من مستشفى “زميرلي” بالحراش “أنّ تقنية الجراحة بالمنظار أصبحت معممة عبر غالبية المستشفيات بالوطن، بما في ذلك مناطق الجنوب، والفضل يعود إلى برامج التكوين التي يستفيد منها المختصون في هذه التقنية الحديثة، وذلك بالتعاون مع مؤسسات استشفائية أوروبية (فرنسية وإيطالية وكوبية)”. وللتذكير تعد هذه الأيام الدراسية والتكوينية، حسب نفس المصدر، “فرصة للتكوين المتواصل ورسكلة الأساتذة المساعدين وتزويد الطلبة الجدد بالمعارف وتقييم مدى استفادة الأطباء من الأيام التكوينية السابقة وتبادل التجارب بين المختصين من مختلف الولايات. وأضاف البروفيسور “حيرش” أنّ العمل بالتقنية الحديثة للجراحة بالمنظار تدخل أيضا في إطار التكوين الجامعي التطبيقي، متحدثا عن فوائد الجراحة بالمنظار، لكونها “جراحة خالية من الصدمات النفسية والجسدية، وتستهدف موضع المرض بدقة وتحسن من نوعية العلاج وحياة المريض بصفة عامة، بفضل عدم مكوثه طويلا بالمستشفى وتقلص من تكاليف الصحة العمومية”.