اتهمت الأمينة العامة لحزب العمال، «لويزة حنون»، رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية غير المعتمد، «عبد الله جاب»، ب «عرض خدماته» على كل من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوفرنسا من أجل ضمان وصول الإسلاميين إلى السلطة. وفي وقت اعتبرت ذلك بمثابة تمهيد للتدخل الأجنبي، فإنها استنكرت هذا التصّرف خاصة لدى إشارتها إلى أن هذا الموقف جاء من حزب لم يحصل بعد على الاعتماد. ندّدت الأمينة العامة لحزب العمال بالخرجات الإعلامية الأخيرة للرئيس السابق لكل من حركتي «النهضة» و«الإصلاح» عبد الله جاب الله، وقالت إن ما جاء على لسانه يهدّد المصلحة الوطنية خصوصا لدى إقراره عبر صفحات وسائل الإعلام بأنه التقى مؤخرا سفيري فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر وأبلغهما «استنكاره» لموقف السلطات الجزائرية مما يجري في ليبيا وسوريا. وصرّحت أن «لقد قال إن السفيرين أبلغاه بأنهما لم يعودا متخوفين من الإسلاميين»، وتعتقد بموجب ذلك أن ما قام به «جاب الله» إنما هو «دعم للسياسة الأمريكية والفرنسية حول الغزو والتدخل في سيادة الدول» أو ما أسمته «سياسة أفغنة المنطقة». وتساءلت: «كيف يقول إنه سيحصد أغلبية الأصوات في الانتخابات المقبلة وحزبه لم يحصل بعد على الاعتماد»، لتردّ عليه: «لقد عشنا فترة تسيير الإسلاميين للبلديات في 1990..». وبقدر ما استنكرت «حنون» بما صدر عن «جاب الله»، فإنها لم تتوان خلال حديثها أمس على أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية في اعتبار ما قام به رئيس حزب العدالة والتنمية غير المعتمد بمثابة «عرض خدمة» على الفرنسيين والأمريكان من أجل تمهيد وصوله إلى السلطة، لتخاطبه بأسلوب شديد اللهجة بخصوص موقف الجزائر من أحداث ليبيا وسوريا بأنه «كان مستقلا ويخدم المصلحة الوطنية». وحذرت المتحدثة من خطورة هذه المساعي، وقالت إن الجزائر ليست مثل مصر أو تونس حيث كان هناك غياب للتداول على السلطة وفق رأيها، قبل أن تتابع في السياق نفسه بأن ما يصبو إليه «جاب الله» للوصول إلى السلطة مستبعد «لأن الجزائر كانت لديها تجربة مع الإسلاميين وبالتالي فإن لكل بلد تاريخه وخصوصياته..»، فيما تؤكد أن حزب العمال «هو البديل في بلادنا» خلال المرحلة المقبلة وليس التيار الإسلامي «فالنهضة سبق وأن شاركت في الحكومة في عهد جاب الله وحمس كذلك». يتزامن هذا الهجوم الذي شنته «لويزة حنون» على «عبد الله جاب الله» والتيار الإسلامي عموما في الجزائر مع تحضير حزبها لتنظيم الندوة الدولية ضد التدخل الأجنبي، حيث أوردت على هذا المستوى أن ما يجري من حراك في عدد من الدول العربية «إنما هو وجه جديد للتدخل الأمريكي والغربي وإثارة النعرات القبلية والطائفية والعرقية كخيار بديل عن الشرق الأوسط الكبير»، لتضيف: «هناك محاولة لأفغنة المنطقة العربية عموما للاستيلاء على ثرواتها وعلى الجزائر أن تأخذ حذرها من هذا الأمر». وخلال تعليقها على تصويت نواب حركة مجتمع السلم، لأول مرة في إطار التحالف، ضد مشروع قانون الأحزاب، أشارت «حنون» إلى أن ذلك يكشف عن طموح «حمس» السياسي في الاستحقاقات المقبلة، ومع ذلك فإنها لا تتوقع نجاح الإسلاميين في الجزائر بعد أن قدّرت بأنه هذا التيار «أصبح مشتتا وضعيفا» إضافة مبرّر آخر حصرته في «كوننا نعرف ما يفكر فيه الإسلاميون». وعندما سُئلت زعيمة حزب العمال عن تناقض حزبها بين مطالبته منذ 2009 بحل البرلمان تحت مبرّر عدم شرعيته فيما يرفض نوابه الاستقالة منه، أجابت: «ليس هناك تناقض في موقفنا لأن تواجدنا فيه سمح لنا بالتعبير عن مواقفنا رغم إدراكنا بأن هذا المجلس عقيم»، وانتقدت مرة أخرى تصويت النواب لصالح مشروع قانون الأحزاب الذي رأت فيه «تكريس لهيمنة رجال المال على السياسة وهذا سيقودنا إلى نظام شبيه بما كان في مصر وتونس..». ولدى تقييمها لقوانين الإصلاح المصادق عليها حتى الآن خصّت المتحدثة حزبي «الأفلان» و«الأرندي» بالكثير من الانتقاد، حيث وصفت ما حصل ب «الأمر الخطير» على اعتبار أنه «في مجلس الوزراء يصوّتون لصالح مشاريع القوانين وبعد نزولها إلى البرلمان يصوّتون ضدّها.. هذا خطر على الجزائر»، وكشفت بالمناسبة أن رئيس الجمهورية أبلغها في الفاتح نوفمبر الماضي بأنه سيذهب لإجراء قراءة ثانية في القوانين، وصرّحت هنا: «الرئيس قال لي إنه لم يتم إثراء القوانين» في إشارة إلى عدم رضاه، وما يزيد قناعتها في هذا الخيار أن أعضاء مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي طالبو الرئيس «بوتفليقة» بذلك. إلى ذلك دعت «لويزة حنون» رئيس الجمهورية إلى ضرورة «تدارك الوضع قبل فوات الأوان» من خلال «الذهاب نحو إصلاح سياسي حقيقي وتقوية الجبهة الداخلية بتطهير السياسة الاجتماعية والاقتصادية». ومن منظورها فإن هذه الخطوة ضرورة على أساس «الجزائر تبقى مستهدفة من قوى خارجية.. وعليه يجب على الرئيس بوتفليقة ألا يترك الأمور تسير على ما هي عليه الآن».