حنون تتهم التيار الإسلامي في الجزائر بالولاء لأمريكا هاجمت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون بشدة من وصفتهم بأصحاب الفكر الأحادي والتيار الإسلامي في الجزائر، وقالت أن هذا الأخير يسير وفق الأطروحات الأمريكية في المنطقة العربية في الوقت الحالي، وأوضحت أن الأمريكان يستعملون غطاء مكافحة الإرهاب ونشر الديمقراطية لنهب الثروات وتفتيت الأوطان، وطالبت في نفس الوقت بضرورة أن يجري رئيس الجمهورية قراءة ثانية على مشاريع قوانين الإصلاح السياسي التي أفرغت من محتواها من طرف حزبي الأغلبية. أطلقت الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون النار في اتجاهات مختلفة في تصريح إذاعي لها أمس، وهاجمت المتحدثة بقوة أصحاب الفكر الأحادي المتمثل – حسبها- في حزب جبهة التحرير الوطني مدعوما بالتجمع الوطني الديمقراطي، وقالت أن هذين الحزبين افرغا مشاريع الإصلاح السياسي من محتواها، وأنهما يقولان في مجلس الوزراء شيئا ويعطيان الأوامر لنوابهما بفعل العكس في المجلس الشعبي الوطني عند مناقشة هذه القوانين، وعليه جددت مطلبها بضرورة تجديد المؤسسات قبل مناقشة مشاريع الإصلاح، ومنها حل المجلس الحالي وانتخاب مجلس جديد، كما دعت رئيس الجمهورية إلى القيام إجراء قراءة ثانية لمشاريع القوانين. وفي نفس السياق هاجمت الأمينة العامة لحزب العمال بشدة التيار الإسلامي، وخصت منه بالذكر عبد الله جاب الله رئيس حزب العدالة والتنمية قيد التأسيس، حيث استغربت تصريحات لهذا الأخير قال فيها انه سينال الأغلبية في الانتخابات المقبلة رغم أن حزبه لم يعتمد بعد، لتصل إلى القول بأن التيارات الإسلامية تسير في الوقت الحاضر وفق الأطروحات الأمريكية في المنطقة العربية، مستدلة بما قاله جاب الله منذ مدة عندما كشف انه التقى كلا من سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا في الجزائر اللذان عبرا له عن عدم تخوفهما من التيار الإسلامي، وأضافت أن انتقاده مواقف الجزائر مما حدث في ليبيا وسوريا يعتبر "تقديم خدمة للغرب"، لأن مواقف الجزائر كانت مستقلة ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مذكرة في نفس الوقت بالاجتماع الذي عقده رئيس الدبلوماسية الفرنسية في الربيع الماضي بمسؤولي التيارات الإسلامية في المنطقة حيث قدم لهم تطمينات وضمانات. وتحدثت حنون في نفس الاتجاه على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن ورائها الغرب كله يخلطون في الوقت الحاضر بين محاربة الإرهاب ونشر الديمقراطية والسماح للإسلاميين بالوصول للسلطة لتحضير التدخل في المستقبل في البلدان المعنية بهذه الخلطة، واستدلت في ذلك بما قالته كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون التي دعت العرب لإتباع النموذج التركي –أي الإسلام المعتدل –قائلة أن تركيا تعني الحلف الأطلسي والنظام الرأسمالي. وقالت أن الأمريكان يخلطون عمدا مند سنة 2001 بين محاربة الإرهاب والإسلاموية واللعب على الأوتار الإثنية والقبلية من اجل تمكين مشروع الشرق الأوسط الكبير، وقد بدأ تجسيد هذا المشروع مند الغزو الأمريكي للعراق، ثم في المرحلة الثانية لم يكن اختيار التدخل في ليبيا عبثا لأنها ذات تركيبة قبلية قوية، وبالنسبة لحنون فإن سماح الأمريكان للتيار الإسلامي بالصعود في العديد من الدول العربية في إطار إستراتيجية استعملت من قبل في أفغانستان عندما سمح لحركة طالبان بالاستيلاء على السلطة ليجدوا بعد ذلك مبررا للتدخل في هذا البلد، لتتساءل أليس هذا ما يحضر اليوم مشرقا ومغربا بدعم واضح؟ وانه في نهاية المطاف ليست الشعوب هي من يقرر مصيرها. وفيما تعلق بمشروع قانون الأحزاب الجديد الذي صادق عليه المجلس الشعبي الوطني أول أمس اعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال أن هذا القانون بعيد عن أن يعتبر تقدما محذرة في نفس الوقت من مغبة أن يسيطر المال على الحياة السياسية، قائلة انه عندما يسمح لرجال أعمال بتمويل الأحزاب فإننا سنذهب صوبا إلى الحالة المصرية في عهد مبارك، أو الحالة التونسية في عهد ابن علي، وهذه الصورة – برأيها- موجودة اليوم في المجلس الشعبي الوطني. وسينظم حزب العمال بداية من السبت المقبل ندوة طوارئ دولية ضد الحرب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول على مدى ثلاثة أيام بحضور دولي مميز. م -عدنان