لقد أصبح التجديد الديني مقطوعة موسيقية معزولة النوتات حين تكون الموسيقي في اتجاه والصوت البشري شارد في اتجاه آخر، لذلك جاءت القراءات الدينية المعاصرة معزولة عن نسق العقل التاريخي، تحاول أن تبتر الدلالة من المعنى..وهنا نكون أمام تمفصل سردي حقيقي في رغبة الكائن في التبنين في النصوص الدينية من خلال قلبها والحكم على مضامينها .. لذلك فمحاولة التجديد تتنصل وتتملص من رغبة جامحة نحو عزل الذات عن النص في الترتيب لعلاقة الذات مع الموضوع من جهة وعلاقة النص مع الواقع من جهة ثانية..لكن الكمون الحاصل في تلك العلاقة عقَّد التخارجات المثلى للنص لكون الأخير أصبح مركزية كامنة في التاريخ نتيجة تثبت الفقيه حاكما على قانون التأويل العربي . وكل مخالفة له تعقد من تراتبية الإنسان مع هويته نتيجة الطعن العقدي الذي يتلاحق في شكل مصادرات متكررة من لحظة الإبعاد العقدي إلى الفصل الجسدي ..وهناك بعض المفكرين عزل الذات عن مركزيتها التاريخية وهي في تصورهم مركزية موهومة نتيجة التثبت التاريخي لنموذج الصلاح ومتحركة على نسق واحد لنموذج الفساد وهي متعلقة بنصوصيتها المتعالية المتعلقة فوق إشكالية الزمان والمكاني لذلك فمبدأ الرفض للمراجعة؛ مراجعة تلك الفهوم التاريخية مستحيلة لكونها خارج الزماني . فهي مقولة تتصور بعدا واحدا للصلاح . هنا حاولت القراءة البشرية للنص الديني ترتيب علاقة الذات بالتاريخ من خلال إعادة الجوهر الزماني للنصوصية من خلال ترهينها، محاولة لإعادة دمج الإنسان العربي بالتاريخي لأنه كائن لا تاريخي ولا تواصلي؛ عبارة عن تجمع وتراكم للنصوص وهذا ما جعل الذات مشروخة بين عقلين؛ عقل نصوصي وعقل تاريخي ..العقل الأول فيلولوجي يعتمد أسلوب العنعنة وهو أسلوب لا تاريخي فاقد للشرعية الزمنية حيث يصادر الفهم الحداثي نتيجة الارتكاس على فهم الأوائل وبالتالي تعطيل مكمن المزاوجة بين الذات الراهني لصالح النص القديم، هذا التهالك مولد لنسبة الحداثة التي تفرغ المعاصرة من هويتها الزمنية ، الهوية ليست بالاعتبار الأخلاقي البانية للانتماء بقدر ما هي فعل راهني من خلال تفعيل الذات مع الخطابات الجديدة . أما العقل الثاني فهو الذي يراعي الشّروط البنيوية والمادية لتحريك الفعل الثقافي في الزمن من خلال تفعيل الكينونة .وهو ما يمكّن من تحقيق التحقيب للفعل الحداثي ..وهنا تشرعن الممارس النصوصية مع قيم الذات لتلج زمنيتها ..