هند صبري في “أسماء”.. دراما تحسيسية بداء السيدا يعكس الفيلم المصري الطويل “أسماء” الذي تم عرضه في إطار المنافسة لمهرجان وهران للفيلم العربي “واقعا أليما” للمصابين بداء السيدا في العالم العربي. ويقدم عمرو سلامة مخرج هذا العمل السينمائي الذي عرض للجمهور سهرة أول بصورة درامية ومؤثرة صيحة المصابين بهذا الداء الذين يعانون في صمت مرارة العيش بالمرض والاكتئاب النفسي وسط العزلة الاجتماعية القاتلة. ويروي الفيلم قصة أسماء التي تدفعها الظروف إلى الإصابة “طوعا” بمرض السيدا بعد خروج زوجها من السجن حاملا الفيروس وقد كذبت عليه بأنها مصابة بنفس الداء حتى لا تحرمه من الإنجاب مضحية بذلك بصحتها وحياتها. وبعد إنجابها لطفلة لم ينتقل إليها المرض ووفاة زوجها أرغمها أخوها على الرحيل والتخلي عن إرثها بداعي أنها من نقلت العدوى إلى زوجها فانتقلت أسماء رفقة ابنتها وأبيها إلى القاهرة لمواجهة تحديات جديدة وصعاب أكبر. ويعتقد المخرج في تصريحه للصحافة بعد عرض الفيلم بقاعة “السعادة” أنّ “أسماء” الذي أنجز حديثا قد حقق بعض الأهداف من خلال رد فعل الجمهور حيث قال “إن العديد من مشاهدي الفيلم الذين التقيتهم بمصر وخارجها أكدوا أن هذا العمل السينمائي يعتبر تحسيسيا ويدفع نحو التعاطي مع هؤلاء المرضى بشكل أفضل وبروح تضامنية أكبر”. “نورمال“.. ماشي نورمال قدم المخرج مرزاق علواش من خلال فيلمه “نورمال” الذي يعتبر وثائقيا أكثر منه “سينمائيا” برأي معظم من شاهده “نظرة تشاؤمية حول الواقع الجزائري سياسيا واجتماعيا وثقافيا”. وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الشباب بالعاصمة كانوا يرغبون في إنجاز عمل مسرحي لم يحظ بالقبول من قبل الجهات المعنية مما دفعهم إلى تصوير سيناريو هذه المسرحية وتحويلها إلى مشروع فيلم يستعرض أوضاع مزرية في العديد من الجوانب الحياتية. ويعالج الفيلم هذا الموضوع بمنهج “الأفلام الوثائقية” حيث استعمل المخرج مشاهد مختلفة وغير منسجمة من حيث الكرونولوجيا من خلال لقاء ما بين الشباب داخل منزل أحدهم لمشاهدة اللقطات التي تم تصويرها لمشروع فيلمهم الذي يحمل في نفس الوقت اسم الفيلم المتنافس على “الوهر الذهبي” في المهرجان. “هلأ لوين” خاتمة العروض.. وسهرة اليوم “للوهر الذهبي” الكلمة الفصل تبرز مواضيع معظم الأفلام الطويلة المتنافسة في إطار مهرجان وهران للفيلم العربي في طبعته الخامسة انشغال السينما العربية بقضايا المرأة العربية والتحديات الراهنة التي تواجهها. وسلط محترفو السينما العربية من خلال أعمالهم المعروضة في منافسة الأفلام الطّويلة الضوء على مواضيع متنوعة تخص المرأة والتحديات المختلفة التي تواجهها في العالم المعاصر لا سيما منها التفكك الأسري وعواقب الطلاق والغبن الاجتماعي واليتم والتهميش والتضحية وقضايا الاندماج وغيرها. وتتجسد إحدى صور معاناة المرأة في الفيلم الجزائري “قداش تحبني” لفاطمة الزهراء زعموم الذي يطرح قضيتي التفكك الأسري ومخلفاته على الأطفال وعلى المرأة أيضا التي تواجه الإهمال وصعوبة إعادة بناء حياتها.. كما يعالج الفيلم المصري “كف القمر” لخالد يوسف قضية المرأة الوفية التي ناضلت وكافحت لعقود من الزّمن من أجل الحفاظ على وحدة الأبناء وتضامنهم فيما بينهم بعد أن تيتموا في أعمار مبكرة حيث يعكس هذا العمل السينمائي الروائي خصال المرأة العربية الريفية الصّامدة أمام التحولات لا سيما بالصبر والتّضحية. وفيما يسرد الفيلم الأردني “مدن ترانزيت” لمحمد الحشكي قصة الفتاة التي تواجه الكثير من المتاعب للاندماج في عائلتها ومجتمعها مجددا بعد هجرة دامت أربعة عشر عاما في أمريكا؛ يتناول الفيلم اللبناني “هلأ لوين” لنادين لبكي الذي سيعرض مساء اليوم الأربعاء معاناة المرأة بعد فقدان زوجها في الحرب ومساهمتها في الدفاع عن الأمة وإحلال السلم والأمان. وبعد ستة أيام من العرض بقاعة “السعادة” تعرف مشاركة 12 فيلما تسابقت للظفر بجائزة “الوهر الذهبي” نهاية مطافها؛ للكشف عن أفضل عرض سيتوّج بها وذلك في الحفل الختامي سهرة اليوم بمركز الاتفاقيات “محمد بن أحمد” بوهران.