دعا وزير الشؤون الخارجية «مراد مدلسي» إلى شراكة «مثمرة» بين الجزائر وكوريا الجنوبية تكون في مستوى القدرات الحقيقية للبلدين. أكد «مدلسي»، في كلمة قرأها أمس نيابة عنه الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية «قرني بوجمعة» عند افتتاح ملتقى دولي حول الشراكة الإستراتيجية بين الجزائر وكوريا الجنوبية، أنه «يتعين علينا استغلال كل القدرات التي تتاح أمامنا من أجل بناء شراكة مثمرة تكون في مستوى القدرات الحقيقية التي يزخر بها البلدان لما فيه مصلحتهما المتبادلة وفي إطار شراكة مربحة للطرفين»، وسجل «مدلسي» بأن الأمثلة «الملموسة» للتعاون بين الجزائر وكوريا الجنوبية «تظهر جليا بأن علاقاتنا الثنائية تغطي عددا كبيرا من القطاعات التي تبقى مؤهلة للتعميق من كلا الطرفين»، ويرى رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن التعاون التقني الجزائري الكوري الجنوبي سجل خلال السنوات الأخيرة «تقدما نوعيا» بفضل منح الحكومة الكورية لمنح وتربصات تكوينية في العديد من القطاعات، كما تميز هذا التعاون بالدعم المادي الذي منح لقطاع التكوين المهني والإنجاز الجاري لمشروع مركز لتطوير إنتاج بذور البطاطس بتيارت ومشاريع تحويل تقنيات تربية الجمبري بسكيكدة وورقلة وكذا المشروع المتضمن تحسين تقنيات إنتاج القمح في إطار الشراكة بين المعهد الوطني للبحث الفلاحي ومركز بحث كوري تابع للمركز الدولي للبحث الفلاحي (كوبيا). كما سجل الوزير في مجال التعاون الثقافي «بارتياح» تكثيف المبادلات من خلال تنظيم تظاهرات ثقافية في البلدين وعلى وجه الخصوص بمناسبة الاحتفال سنة 2010 بالذكرى العشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقال في هذا الصدد أن «هذا التبادل لا يساهم في تعرف كل بلد على البلد الآخر فحسب وإنما يساهم كذلك وبشكل خاص في تقريب الشعبين»، كما اعتبر «مدلسي» بذات المناسبة بأنه «على الرغم من حداثة عهدها إلا أن العلاقات بين الجزائر وكوريا الجنوبية تعرف حركية خاصة جعلت من كوريا في مصاف أهم شركائنا في آسيا وجعلت من الجزائر شريكا هاما لكوريا على المستوى الإفريقي و العربي»، وأضاف أن هذه الحركية أصبحت ملموسة أكثر منذ زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى كوريا الجنوبية في ديسمبر 2003 وزيارة نظيره الكوري الجنوبي إلى الجزائر في مارس 2006 والتي توجت بالتوقيع على تصريح للشراكة الإستراتيجية بين البلدين. كما أشار «مدلسي» إلى أن «هذا التصريح (الشراكة الإستراتيجية) قد أرسي أسسا لعلاقة شاملة ومستديمة تتضمن الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية والعلمية والتكنولوجية والثقافية كما مكنت من إرساء تعاون مثمر ومتنوع يقوم بشكل أساسي وأولي على التحويل التكنولوجي»، ومن أجل إعطاء روح للشراكة الإستراتيجية التي يتوق إليها البلدان أنشأت الجزائر وكوريا الجنوبية آلية جديدة أطلق عليها «مجموعة العمل الجزائرية-الكورية للتعاون الاقتصادي» التي عقدت ثمانية اجتماعات حتى اليوم والتي شاركت بشكل «ملموس» في تنشيط المبادلات الاقتصادية وترقية الاستثمارات بين البلدين، كما ذكر «أنه في إطار روح المضي قدما نحو الأمام قام البلدان بمباشرة مجموعة من أعمال التعاون لاسيما في ميادين المدن الجديدة لكل من سيدي عبد الله وبوينان وبوغزول حيث يتوفر الكوريون على خبرة كبيرة»، وأضاف وزير الشؤون الخارجية «أن بلدينا كانا قد باشرا أيضا تعاونا في مجال التكنولوجيات الجديدة للإعلام لاسيما في إنشاء شراكات في ميادين الاتصالات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات الجديدة المتطورة»، وتعمل الجزائر وكوريا الجنوبية أيضا على إنشاء مركز إفريقي لتكنولوجيات الإعلام والاتصال والتكنولوجيا المتطورة الذي سيسمح بالقيام بتحويل تكنولوجي حقيقي ونوعي في هذا الميدان الدقيق، وفي معرض تطرقه لتنظيم هذا الملتقى الدولي، أعرب «مدلسي» عن «قناعته» بان هذا اللقاء سيسهم في «فهم وإحاطة أفضل بإشكاليات التنمية(...)التي تظل على الرغم من ذلك وثيقة الارتباط بالخصوصيات التاريخية والجيوسياسية والإستراتيجية لكل بلد من البلدين لكنها تبعث على تصور إمكانيات واسعة للشراكة والتعاون والمبادلات في جميع الميادين». ونظم هذا الملتقى الذي يحمل عنوان «الجزائر-كوريا الجنوبية : شراكة إستراتيجية خمس سنوات من بعد» من طرف مركز البحث في الاقتصاد التطبيقي من أجل التنمية والمعهد الدبلوماسي للعلاقات الدولية والمؤسسة الوطنية من أجل ترقية الصحة والتنمية والبحث.