كشف، أمس، وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، عن مشروع إنجاز مركز إفريقي لتكنولوجيات الإعلام بالشراكة مع كوريا الجنوبية، من خلال نقل معارفها وتجاربها في هذا المجال إلى الجزائر باعتبارها متفوقة في هذا التخصص، إضافة إلى إبرام عقد شراكة معها في الطاقة النووية السلمية والطاقات المتجددة. وقال الوزير مراد مدلسي، في ندوة صحفية عقدها بجنان الميثاق، رفقة نظيره الكوري الجنوبي، إن الجزائر وكوريا عززتا في وقت قصير شراكتهما السياسية، وحان الوقت لتعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، فبعد توقيع عقد شراكة استراتيجي بين الطرفين، يسعى البلدان الآن إلى تطبيقه، خاصة في مجال التنمية المحلية وتوسيع الاقتصاد الجزائري، وكذا في مجال الطاقات المتجددة والطاقة النووية السلمية، إذ تطمح الجزائر للاستفادة من الخبرة والتكنولوجية الكورية في هذا المجال، فحسب توضيحات وزير خارجيتها، تملك كوريا الجنوبية 22 مفاعلا نوويا، وهي تنتج 40 بالمائة من الطاقة النووية، وباستطاعتها نقل معارفها في هذا المجال إلى الجزائر. وفي موضوع الطاقة النووية السلمية، أوضح وزير الخارجية الجزائري أن شراكة الجزائر في هذا المجال الحيوي ستكون متعددة، ولن تقتصر على كوريا الجنوبية كشريك وحيد، مشيرا إلى اهتمام الجزائر بالشراكة مع كوريا في ميادين أخرى كالزراعة والصيد البحري، وهو ما أكده المسؤول الكوري الجنوبي حين تحدث عن حضور خبراء ومختصين كوريين إلى الجزائر للتباحث في هذه المواضيع. وبدوره، أعلن وزير الخارجية والتجارة الكوري الجنوبي، كيم سونغ هوان، أنه سيتحادث مستقبلا مع ممثلي شركات السيارات الكورية في الجزائر لبحث إمكانية إقامة مشروع إنشاء مصنع لتركيبها في الجزائر بدلا من استيرادها، حين قال “ستكون لي فرصة لتناول هذه المسألة مع الشركاء في الجزائر”. وعرفت العلاقات بين الجزائر وكوريا دفعا جديدا منذ الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى كوريا الجنوبية في ديسمبر 2003، ثم زيارة رئيس كوريا الجنوبية إلى الجزائر في مارس 2006. وارتفعت المبادلات التجارية بين البلدين من 6ر2 مليار دولار في 2009، الى 5ر3 مليار دولار في 2010 ، بينها مليارا دولار من الصادرات الجزائرية.