من المنتظر أن يبرم المجمع الصناعي لإسمنت الجزائر (جيكا) والوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة خلال السنة الجارية اتفاقا حول تحكم مصانع الإسمنت العمومية في استهلاك الطاقة. أكد مدير مشاريع الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة «كمال دالي» أن الطرفين التزما بتوقيع هذا الاتفاق في 2012 قصد تعزيز النجاعة الطاقوية في إنتاج الإسمنت ضمن المصانع العمومية المستهلكة للطاقة والحد من انبعاث الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري، وتندرج هذه الشراكة في إطار برنامج «توب أنداستري» الذي أطلقته الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة في 2010 والذي يهدف إلى ضمان تقليص تكاليف الإنتاج وتحسين النجاعة الطاقوية على مستوى المؤسسات الصناعية. وتتمحور المرحلة الأولى (مساعدة على اتخاذ القرار) التي يمولها الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة بنسبة 70 بالمائة حول إنجاز عمليات تدقيق الحسابات الطاقوية ودراسات جدوى داخل هذه المؤسسات، بينما تهدف المرحلة الثانية (مساعدة على الاستثمار) الني يمولها الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة بنسبة 70 بالمائة إلى جعل الاستثمار في مجال النجاعة الطاقوية أكثر استقطابا، وأضاف أنه علاوة أن الاتفاق الشامل المرتقب إبرامه السنة المقبلة مع مجمع جيكا سيتم خلال سنة 2012 التوقيع على اتفاقات بين الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة ومصانع الإسمنت العمومية ال12 مدتها ثلاث سنوات وتحدد الأهداف الواجب بلوغها بالنسبة لكل مصنع، ومن شأن هذه الاتفاقات التي تندرج في إطار البرنامج الوطني للتحكم في الطاقة أن تستفيد من مساعدة بنسبة 30 بالمائة يمنحها الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة. ومن المقرر أن يرافق مستشارون مستقلون مصانع الإسمنت هذه في تطبيق مشاريع الاستثمار المحددة في إطار هذه الاتفاقات والرامية إلى تحديد مجالات التحكم في استهلاك الطاقة واقتراح نشاطات ملائمة للتحكم في استهلاك الموارد، وقد سبق لهؤلاء المستشارين الاستفادة من تكوين بالشراكة مع الوكالة الهولندية للنجاعة الطاقوية في جوان الماضي، وتخص هذه التجربة في مرحلة أولى مصانع الإسمنت العمومية التي تعرف تقدما بالمقارنة مع المؤسسات الصناعية في مجال التحكم في الطاقة قبل تعميمها في وقت لاحق. ومن جهة أخرى أوضح «دالي» أنه سيتم خلال سنة 2012 وضع محارق جديدة ذات نجاعة طاقوية رفيعة في مصانع الإسمنت لمفتاح (البليدة) وبني صاف (عين تموشنت)، ويدرس المجمع الصناعي لإسمنت الجزائر والوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة إمكانية إنشاء جيل جديد من المصافي ذات الأذرع عوض المصافي الحالية في مصانع الإسمنت لسعيدة وسور الغزلان ومفتاح لتحسين مكافحة التلوث وغبار الإسمنت الذي ينبعث من المصانع، ويتعلق الأمر بعتاد يستعمل لحماية البيئة من النفايات الصلبة لمصانع الإسمنت يسمح بربح الطاقة والمادة والمياه، كما سيسمح هذا التجهيز باسترجاع كميات الإسمنت المطروحة لتسويقها على مستوى السوق الوطنية، وأشار «دالي» إلى أن هذا المشروع قد يستفيد هو الآخر من إعانة الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة. ومن جهته سيستفيد مصنع الإسمنت لبني صاف من عتاد جديد ذات نجاعة طاقوية رفيعة، ويتمثل هذا التصور الجديد في إنشاء مغيرات سرعة تسمح سوى باستهلاك كمية الطاقة وفق حاجيات الإنتاج على عكس المغيرات الحالية التي تسير بأقصى سرعة مهما كانت مستويات الإنتاج، ويسمح العتاد الجديد باقتصاد الطاقة وربح الوقت وتقليص التكاليف.