مرافقة المصانع على استخدام عتاد يقتصد الطاقة ويقلص التكاليف من المنتظر أن يبرم المجمع الصناعي لإسمنت الجزائر والوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة ''أبرو'' خلال هذه السنة اتفاقا حول تحكم مصانع الإسمنت العمومية في استهلاك الطاقة، حيث التزم الطرفان، حسب تصريح مدير مشاريع الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة السيد كمال دالي بتوقيع هذا الاتفاق قصد تعزيز النجاعة الطاقوية في إنتاج الإسمنت ضمن المصانع العمومية المستهلكة للطاقة والحد من انبعاث الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري. وتندرج هذه الشراكة في إطار برنامج ''توب أنداستري'' الذي أطلقته الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة في 2010 والرامي إلى ضمان تقليص تكاليف الإنتاج وتحسين النجاعة الطاقوية على مستوى المؤسسات الصناعية، حيث تتمحور المرحلة الأولى حول تدقيق الحسابات الطاقوية ودراسات جدوى استغلالها داخل هذه المؤسسات، وهي المرحلة الممولة من طرف الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة بنسبة 70 بالمائة. بينما تهدف المرحلة الثانية والمتعلقة بالمساعدة على الاستثمار التي يمولها الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة بنسبة 70 بالمائة كذلك إلى جعل الاستثمار في مجال النجاعة الطاقوية أكثر استقطابا، ويشمل الاتفاق الذي يدخل حيز التنفيذ هذه السنة مصانع الإسمنت العمومية الإثنى عشر ويبقي ساري المفعول لثلاث سنوات بعد أن يتم تحديد الأهداف الواجب بلوغها بالنسبة لكل مصنع. ومن المقرر أن يرافق مستشارون مستقلون مصانع الإسمنت في تطبيق مشاريع الاستثمار المحددة في إطار الاتفاق الرامي إلى تحديد مجالات التحكم في استهلاك الطاقة واقتراح نشاطات ملائمة للتحكم في استهلاك جميع الموارد الطاقوية، علما أنه سبق لهؤلاء المستشارين الاستفادة من تكوين بالشراكة مع الوكالة الهولندية للنجاعة الطاقوية شهر جوان الفارط. وتخص هذه التجربة في مرحلة أولى مصانع الإسمنت العمومية التي تعرف تقدما بالمقارنة مع المؤسسات الصناعية في مجال التحكم في الطاقة قبل تعميمها في وقت لاحق على جميع وحدات إنتاج الإسمنت، بالإضافة إلى ذلك، أشار السيد دالي إلى أنه سيتم خلال السنة الجارية وضع محارق جديدة ذات نجاعة طاقوية رفيعة في مصانع الإسمنت لمفتاح بولاية البليدة وبني صاف بولاية عين تموشنت. ويدرس المجمع الصناعي لإسمنت الجزائر والوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة إمكانية إنشاء جيل جديد من المصافي ذات الأذرع عوض المصافي الحالية وذلك بكل من مصانع الإسمنت لسعيدة وسور الغزلان ومفتاح بغرض تحسين عمليات مكافحة التلوث وغبار الإسمنت المنبعث من المصانع، ويتعلق الأمر بعتاد يستعمل لحماية البيئة من النفايات الصلبة لمصانع الإسمنت يسمح بربح الطاقة والمادة والمياه، كما سيسمح هذا التجهيز باسترجاع كميات الإسمنت المطروحة لتسويقها على مستوى السوق الوطنية. وأشار السيد دالي إلى أن هذا المشروع قد يستفيد هو الآخر من إعانة الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة، في حين يتوقع أن يستفيد مصنع الإسمنت لبني صاف من عتاد جديد ذي نجاعة طاقوية رفيعة، ويتمثل هذا التصور الجديد في إنشاء ''مغيرات سرعة'' تسمح باستهلاك كمية الطاقة وفق حاجيات الإنتاج على عكس المغيرات الحالية التي تسير بأقصى سرعة مهما كانت مستويات الإنتاج، علما أن العتاد الجديد يسمح باقتصاد الطاقة وربح الوقت وتقليص التكاليف.