يسلط معرض فن التّطريز “غوبلان” على اللوحة للفنانة سعد الهاشمي خيرة المنظم برواق “الباهية” التابع لمديرية الثقافة لوهران الضّوء على هذا النوع من الفنون الأوروبية القديمة الذي جلب اهتمام محبي فن التطريز بوهران. وتعتزم الفنانة إنجاز لوحات من فن “غوبلان” تدخل في إطار تزيين غرف الأطفال.. وتقدم هذه الفنانة العصامية المتخصصة في صناعة التدبيج الفني منذ الأربعاء الماضي نحو عشرين لوحة التطريز “غوبلان” الذي يرتكز على الرسم بالخيط وتشتهر به بلدان شرق أوروبا على غرار بلغاريا والذي أصبح منافسا للأنواع أخرى من فن التطريز المعروف بالجزائر حسب المهتمين. واستطاعت الفنانة من خلال هذه الإبداعات التي استقطبت هواة هذا الفن التقليدي إضفاء اللمسة الجزائرية من خلال المواضيع المستمدّة من مجتمعنا وتصوير العلاقات والروابط الأسرية في أجواء حميمية كاللوحة “حب الأم” وكذا في رسم معاناة الطفولة التي جاءت معبرة في اللوحة المعنونة ب”حزن طفل”. ووجد الزوار في هذا المعرض الذي يتواصل إلى غاية 15 جانفي الجاري متعة كبيرة في هذه الأعمال المطرزة في دقة خالية من الأخطاء ويغلب عليها الأزرق والوردي والأخضر حيث استطاعت سعد الهاشمي خيرة إتقان هذه الصنعة الفنية المعتمدة على خيوط رفيعة وإبرة ونسيج ناعم ليشكل لوحة تصبح قطعة قماشية تنطق بالرومانسية والشاعرية. وقد اكتسبت هذه المبدعة التي تعمل على تطوير فن التطريز “غوبلان” بوهران مهارة في هذا المجال الذي له قواعده الخاصة ويتطلب الصبر مقدمة صور للطبيعة الصامتة في لوحات تشع ألوانها بالأزهار وأخرى للخيول العربية الأصيلة وكذا صور لنساء تحكي قصص المكان والزمان منهمكات في القراءة أو عزف الناي. وتعتبر هذه اللوحات التي استغرق إنجاز كل واحدة منها أكثر من شهرين تحف فنية محافظة على التقنية الأصلية لهذا الفن.