أبلغت الجزائر رسميا جامعة الدول العربية عدم قبولها تدويل الأزمة السورية على خلفية ترقّب توجّه كل من الأمين العام للجامعة «نبيل العربي» مع زير الخارجية القطري اليوم إلى «نيويورك» من أجل عرض نصّ المبادرة العربية بشأن الملف السوري على مجلس الأمن الأممي، وأكدت أنها لا تزال على موقفها الذي يقضي بتفضيل الحلّ العربي. تعاملت الجزائر بكثير من الواقعية مع رغبة جامعة الدول العربية إحالة الملف السوري على مجلس الأمن الأممي، حيث لم تتوان في الإعلان عن تحفظاتها بهذا الخصوص والتوجه نحو تدويل هذه الأزمة، وهو ما جاء على لسان مندوب الجزائر بالجامعة العربية، «عبد القادر حجار»، الذي أكد في تصريحات له أمس في أعقاب لقاء جمعه مع الأمين العام للجامعة «نبيل العربي» أن «الجزائر رفضت ذلك منذ صدور قرار جامعة الدول العربية في 22 من شهر جانفي الجاري»، وأضاف «حجار» الذي من المرتقب أن يتحوّل قريبا إلى مهامه الجديدة سفيرا فوق العادة للجزائر بتونس، أن بلادنا «لا تزال على موقفها، في الفقرة المتعلقة باطلاع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على القرار لدعم الخطة العربية للانتقال السياسي في سوريا»، قبل أن يوضح أن «الجزائر ستزوّد بعثة المراقبين إلى سوريا بمزيد من المراقبين الجزائريين بهدف دعمها وسدّ النقص الذي خلفه انسحاب عدد من أعضائها»، في إشارة منه إلى انسحاب المراقبين التابعين لمجلس التعاون الخليجي. تأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه جامعة الدول العربية عن تأجيل زيارة أمينها العام وكذا رئيس اللجنة العربية المعنية بسوريا الشيخ «حمد بن جاسم» إلى «نيويورك» إلى اليوم بدلا من أمس وذلك بعد تأجيل جلسة مجلس الأمن الدولي إلى يوم الثلاثاء المقبل. وصرّح نائب أمين عام الجامعة العربية، السفير «أحمد بن حلي»، في هذا الإطار أنه من المقرّر أن يطلع الوفد العربي مجلس الأمن الدولي على المبادرة العربية لحل الأزمة السورية سياسيا وذلك بهدف الحصول على دعم المجلس لهذه الخطة طبقا لقرارات مجلس الجامعة. وفيما يتعلّق بالأنباء التي ترددت مؤخرا حول إمكانية سحب المغرب مراقبيها من سوريا، أفاد الدبلوماسي الجزائري «بن حلي» أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية «لم تتلق حتى الآن ما يفيد انسحاب المراقبين المغاربة من بعثة المراقبين العرب في سوريا»، مشدّدا على أنه «سيتم إبلاغ الصحفيين في وقت لاحق(..) بتطورات الأوضاع في سوريا وكيفية سير مهام عمل بعثة المراقبين العرب». وعلى صعيد آخر أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية عقب اللقاء المذكور بين «نبيل العربي» و«عبد القادر حجار»، أن الجزائر سددت مبلغ 5.4 مليون دولار تمثل كامل حصتها في موازنة الأمانة العامة للجامعة العربية للعام الحالي، إلى جانب دفعها كامل حصتها في موازنة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية بسوريا.