حذر وزير الشؤون الدينية والأوقاف «أبو عبد الله غلام الله» الأئمة «المتحزبين الذين يسعون لاستغلال منابر المساجد للدعاية السياسية للأحزاب التي ينتمون إليها»، نافيا في الوقت نفسه إعطاء تعليمات لأئمة المساجد تمنعهم من الخوض في الانتخابات التشريعية المقبلة. شدد وزير الشؤون الدينية، أول أمس خلال كلمة توجيهية للأئمة بدار الإمام بمناسبة افتتاحه اليوم الدراسي حول العلاقات الإنسانية في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، على ضرورة احترام الإمام لقوانين الجمهورية وتطبيق النظام العام، في إشارة مباشرة للأئمة «المتحزبين الذين يسعون لاستغلال منابر المساجد للدعاية السياسية للأحزاب التي ينتمون إليها»، وقال في ذات السياق بأن الإمام واع بالدور والمسؤولية الملقاة على عاتقه، فهو يشجع الناس على المشاركة في الانتخابات، دون أن يدعو للتصويت عن حزب معين، مضيفا أن «للإمام الحق في الترشح لأي منصب سياسي كان، لكن دون أن يستغل المسجد للدعاية السياسية له أو لحزب معين»، وبخصوص مخاوف المقاطعة وتجنيد الأئمة والمساجد للتعبئة الانتخابية قال «غلام الله»: «أعداء الجزائر هم من يخافون المقاطعة»، وكانت وزارة الداخلية قد جندت المتعاملين في الهاتف النقال لحث المواطنين على المشاركة بقوة في الانتخابات التشريعية القادمة خوفا من المقاطعة التي تهدد نجاح الاستحقاقات المقبلة، وهو الأمر الذي ربما يدفعها للتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية من أجل تجنيد أئمة المساجد لحث المواطنين على المشاركة بقوة في الانتخابات المقبلة، وهو الأمر الذي أكده «غلام الله» في العديد من تصريحاته الإعلامية. وفي سياق متصل انتقد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بعض وسائل الإعلام التي «تحاول التشويش على الأئمة والحط من كرامتهم»، واصفا إياها ب«الأصوات الناعقة وأعداء الجزائر، لأنها تحاول النيل من كرامة الإمام وقداسة المسجد»، مشيرا إلى أن تلك الأصوات هي «أذيال أعداء الجزائر التي تحاول تشويه تاريخ الجزائر منذ الاستقلال»، وأن الإمام قام بمهامه على أكمل وجه قبل الثورة وبعد الاستقلال، مشيرا إلى أن «الوزارة قدمت 76 شهيدا راحوا ضحية الإرهاب في العشرية السوداء». على صعيد آخر، كشف «غلام الله» أن الوزارة اعتمدت 67 وكالة سياحية للإشراف على موسم الحج المقبل، مشيرا في رده على أسئلة الصحافة بخصوص قلة العدد بالنظر لعدد الحجاج المقدر ب36 ألف حاج جزائري، بأن العدد كاف جدا لتأطير الحجاج، مضيفا بأن الوزارة لم تمنع الوكالات من سحب دفاتر الشروط لتأطير العمرة أو الحج، بل الإخلال بالشروط المتضمنة في دفتر الشروط هو من حرمها من المشاركة في التأطير.