انتقدت حركة النهضة ما أسمته «عجز الحكومة» في التعامل مع التقلبات الجوية الأخيرة بعد أن سجلت معاناة الكثير من المواطنين سواء الذين علقوا في الطرقات أو سكان القرى والأرياف الذين أكدت بأنهم عجزوا حتى في الحصول على قارورة غاز لمواجهة موجة البرد، ما دفعها إلى مناشدة رئيس الجمهورية التدخل باتخاذ «إجراءات عاجلة». حسب التقييم الذي قدّمته حركة النهضة في بيان لها أمس فإن الحكومة «لم تتخذ الحد الأدنى من الإجراءات الضرورية» لضمان «الحد الأدنى من الخدمات ورفع المعاناة عن المواطن وتمكينه من حقوقه الدنيا»، وذكرت بشكل أساسي الحق في «التمتع بقارورة غاز وتوفير المؤونة وفتح الطرقات الوطنية الرئيسة ناهيك عن المسالك الداخلية والمحلية». وأكثر ما أثار استغراب الحركة هو أن كل هذا يحدث «في الوقت الذي كانت فيه الحكومة تعلم بحدوث هذه التقلبات الجوية»، وعليه فقد اعتبرت الاضطرابات التي عرفتها العديد من ولايات الوطن بمثابة «امتحان حقيقي ثبت فيها عجز الحكومة وفشلها مرة أخرى». وأشارت بالمناسبة إلى أن المواطنين علقوا في الكثير من النقاط على طول الطريق السيار «شرق-غرب» بسبب الطوابير التي تسبّبت فيها الثلوج المتساقطة مما أدى إلى بقائهم في مواجهة معاناة حقيقية إلى غاية ساعات متأخرة من الليل. وعلى إثر ذلك تساءلت عن أسباب غياب كاسحات الثلوج وفرق الإنقاذ من أجل تقديم الإسعافات الأولية، في حين أنها استثنت في بيانها «شاحنة واحدة للحماية المدنية لا تمتلك أدنى الوسائل للتعامل مع الثلوج المتساقطة»، كما شدّدت على أن هذه الوضعية تؤكد في النهاية «ضُعف التكفل للمواطن وإسعافهم وتقديم المساعدات اللازمة في هذه الظروف المناخية الطبيعية». إضافة لذلك سجلت حركة النهضة «طوابير طويلة للمواطنين للحصول على قارورة الغاز بسبب نفادها في غالبية المناطق بما فيها العاصمة»، وهي ترى في هذا الواقع مؤشرا يُثبت أن «سياسة التغطية المواطن وتموينه بالغاز الطبيعي مجرد دعايات إعلامية في بلد مصدر للغاز الطبيعي للخارج»، ولفتت كذلك إلى «توقف شبكات الاتصال وتذبذبها وهو ما يطرح تساؤل حول جدية الخدمات التي تقدم للمواطن من قبل المتعاملين لمختلف الشبكات وغياب الرقابة وحماية المواطن لحقوقه». وبعد أن باركت الحركة «تضامن الجزائريين فيما بينهم ومدّ يد العون لمن انقطعت بهم السبل»، فإنها لم تفوّت الفرصة من أجل دعوة رئيس الجمهورية إلى اتخاذ «إجراءات عاجلة» لتخفيف معاناة المواطنين بسبب هذه التقلبات المناخية وخاصة في القرى والمداشر والمناطق المعزولة، مع مطالبتها بضرورة «تجنيد فرق للإنقاذ والتكفل بكل من انقطعت بهم السبل في مختلف الطرق الوطنية والمسالك الداخلية».