بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسه، قرر معهد العالم العربي بباريس إعادة تنظيم وتصميم متحفه ليكون أكثر تعبيرا عن التنوع الثقافي في الوطن العربي. وتبلغ تكاليف إعادة تصميم المتحف -الذي سيفتتح في 20 فبراير/شباط الجاري- خمسة ملايين يورو (6.5 ملايين دولار)، جاء أغلبها كمنح من مؤسسة جان-لوك لاغاردير الفرنسية والمملكة العربية السعودية والكويت. وتبلغ مساحة المتحف الجديدة 2400 متر مربع مقسمة على أربعة أدوار، ويحتوي على 380 قطعة، تم جلبها من العديد من المتاحف العربية والفرنسية، إضافة إلى قطع معروضة منحت من بعض جامعي المقتنيات. وأوكلت مهمة التصميم إلى الإيطالي روبرتو أوستينيلي الذي أنجز عمله من دون المساس بالهيكلة التي صممها للمعهد المهندس جان نوفيل. ويرتكز التصميم الجديد على مواضيع محددة بدلا من اعتماد التسلسل الزمني. وقد منحت وزارة الثقافة الفرنسية متحف معهد العالم العربي في باريس لقب “متحف فرنسا” في عام 2011. وتقول ماري فواسي -التي تتولى إدارة مشروع إعادة تصميم المتحف منذ يناير/كانون الثاني 2009- “في السابق، كان المتحف يركز على الفن الإسلامي في القرن السابع، ويغطي مساحة جغرافية شاسعة تمتد إلى الهند، لكن متحف اللوفر سيفتتح هذه السنة قسما كبيرا مخصصا للفنون الإسلامية، ولذا لم يكن من الضروري أن نقوم بالمثل”. وتضيف “قررنا أن نركز على المنطقة التي تضم الدول الاثنتين والعشرين التي أسست معهد العالم العربي في باريس بالشراكة مع فرنسا، والتي تشكل مجتمعة الجامعة العربية”. وأوضحت فواسي أن “في هذه المنطقة الجغرافية تنوعا إثنياً لغويا (البربرية والكردية والآرامية) وطائفيا (المسيحية واليهودية والإسلام وتقاليد قديمة) يغذي الشعور بالانتماء إلى ثقافة تتميز في الدرجة الأولى بلغة مشتركة هي العربية وبإرث ثقافي مشترك”. وبغية إعادة تصميم المتحف، لجأت ماري فواسي إلى عدد من الخبراء مثل علماء الآثار والمؤرخين واختصاصيين في اللغة وعلم الإنسان. وتقول في هذا السياق “كنت أتمتع بحرية كاملة في إدارة هذا المشروع”.