بمناسبة مرور 25 سنة على تأسيس معهد العالم العربي في باريس، أعاد هذا الأخير تصميم متحفه الذي سيفتتح في 20 شباط/فبراير مسلطا الضوء على تنوع العالم العربي. وتقول ماري فواسي التي تتولى إدارة مشروع إعادة تصميم المتحف منذ كانون الثاني/يناير 2009 "في السابق، كان المتحف يركز على الفن الاسلامي في القرن السابع ويغطي مساحة جغرافية شاسعة تمتد إلى الهند". وتضيف "لكن متحف اللوفر سيفتتح هذه السنة قسما كبيرا مخصصا للفنون الاسلامية. من ثم، لم يكن من الضروري أن نقوم بالمثل". وتتابع "لذا قررنا أن نركز على المنطقة التي تضم الدول الاثنتين والعشرين التي أسست معهد العالم العربي في باريس بالشراكة مع فرنسا والتي تشكل مجتمعة الجامعة العربية". وتوضح فواسي قائلة "في هذه المنطقة الجغرافية تنوع اثني لغوي (البربرية والكردية والآرامية) وطائفي (المسيحية واليهودية والإسلام وتقاليد قديمة) يغذي الشعور بالانتماء إلى ثقافة تتميز في الدرجة الأولى بلغة مشتركة هي العربية وبإرث ثقافي مشترك". وتشير إلى أن "العالم العربي تشكل قبل الاسلام وربطته علاقات بكل الحضارات الكبيرة المحيطة به مثل الحضارات الإغريقية والرومانية والفارسية والمصرية... فهو بات مصهرا كبيرا". وبغية إعادة تصميم المتحف، لجأت ماري فواسي إلى عدد من الخبراء مثل علماء الآثار والمؤرخين واختصاصيين في اللغة وعلم الانسان. وتقول في هذا السياق "كنت أتمتع بحرية كاملة في إدارة هذا المشروع". ويعود قرار إطلاق هذا المشروع إلى دومينيك بودي الذي كان رئيس معهد العالم العربي في ما مضى واتخذ هذا القرار سنة 2008 لأنه شعر بأن "المتحف مهمل بعض الشيء على حساب المعارض المؤقتة"، على حد قول فواسي. وتشير هذه الأخيرة إلى أن "الزمن قد مر على المتحف وبدأت نسبة زائريه تنخفض فتراوحت بين 40 و50 ألف زائر في السنة". وبلغت ميزانية مشروع إعادة التصميم 5 ملايين يورو وهي ممولة بشكل رئيسي من مؤسسة جان-لوك لاغاردير الفرنسية والكويت والمملكة العربية السعودية. ويضم المتحف أربعة طوابق وتبلغ مساحة العرض فيه 2400 متر مربع. وقد أوكلت مهمة التصميم إلى الايطالي روبرتو إوستينيلي الذي أنجز عمله من دون المساس بالهيكلية التي صممها للمعهد المهندس جان نوفيل. ويعرض المتحف 380 قطعة تقريبا مأخوذة من مجموعات المعهد ومن ودائع قدمتها متاحف عربية ومؤسسات فرنسية (متحف اللوفر ومتحف كي برانلي والمكتبة الوطنية) وكنائس وأديرة في الشرق الأدنى بالإضافة إلى جامعي تحف. ويرتكز تصميم المتحف الجديد على مواضيع محددة بدلا من اعتماد التسلسل الزمني. وقد منحت وزارة الثقافة الفرنسية متحف معهد العالم العربي في باريس لقب "متحف فرنسا" في العام 2011. ويشار إلى أن معهد العالم العربي هو مؤسسة ثقافية قائمة على القانون الفرنسي تضم فرنسا ودول الجامعة العربية الاثنتين والعشرين. ويترأس رينو موزولييه مجلس المعهد الأعلى منذ أيلول/سبتمبر. الجزائر-النهار اونلاين