حذّرت النقابة الوطنية للصيادلة الخواص «سنابو» من تفاقم وضعية المصابين بالأمراض المزمنة في حال لم تسارع وزارة الصحة إلى اتخاذ تدابير «فورية وعاجلة» لتجنب الكارثة، وذلك بسبب النقص الحاد في عدد من الأدوية في الصيدليات، وأكدت النقابة بأن التقلبات الجوّية الأخيرة تسبّبت في شلل كلي في تموين 20 ولاية بالدواء طيلة الأسبوع الحالي. اعترف رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، «مسعود بلعمبري»، بصعوبة الوضع على مستوى عدد كبير من الصيدليات بفعل الاضطرابات الجويّة التي عرفتها بعض مناطق الوطن في الأيام القليلة الماضية، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلّق فقط بالندرة وإنما ب «الغياب التام» لعدد من الأدوية الأساسية على غرار المضادات الحيوية الضرورية وكذلك البخاخات الخاصة بمرضى الربو، بالإضافة إلى الأدوية الخاصة بمرضى السكري وحبوب منع الحمل. وأخطر من ذلك فإن «بلعمبري» أكد أمس على أمواج الإذاعة الوطنية أن الأدوية الجنيسة «المصنّعة محليا» المشابهة للأدوية المذكورة تبقى غائبة هي الأخرى في السوق ما يجعل من الوضع بالغ التعقيد، منتقدا في المقابل الإجراء الذي أقدمت عليه مصالح وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات من خلال سحب الاعتماد من 230 مستورد دواء، وهو الأمر الذي قال إنه «كان له الأثر السلبي على سوق الأدوية في الجزائر». وخلافا للتطمينات التي أطلقها وزير الصحة، «جمال ولد عباس»، قبل أيام بتأكيده أن مصالحه «قضت نهائيا» على مشكلة الندرة، قدّر رئيس نقابة «سنابو» بأن سوق الأدوية في الجزائر مازال يعاني من اضطرابات وندرة حادة في الأدوية الأساسية خاصة منها تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة والأدوية الفصلية، دون أن يستبعد تفاقم الوضعية أكثر إذا لم يكن هناك تدخل فوري واستعجالي من طرف الوزارة التي دعاها إلى تقديم «حلول استعجالية». ووفق التوضيحات التي قدّمها «بلعمبري» فإن هذه الندرة الحادة لا تعود إلى التقلّبات الجوّية فحسب، وإنما مرجعها أيضا «سوء التوزيع الذي ساهم بدوره في ندرة الأدوية في بعض المناطق»، لافتا إلى أن الموزّعين أصبحوا يعتمدون في عملية التوزيع على المناطق العمرانية والمناطق الآهلة بالسكان لضمان بيعها والاستفادة من عملية البيع بعيدا عن المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها وهي السياسة التي أوضح بأنها السياسة المعتمدة من طرف الكثير من موزعي الأدوية. وفي السياق ذاته ذكر «مسعود بلعمبري» بأن تدهور الأحوال الجوية زادت من الأزمة على اعتبار أن عملية توزيع الأدوية عرفت شللا في 20 ولاية من القطر الوطني مثلما هو الشأن بالنسبة إلى ولايات الهضاب العليا والمناطق الداخلية نتيجة الاضطرابات، قبل أن يستطرد بالحديث عن كون المخزون الاحتياطي المتوفر في الصيدليات الذي يدوم من أسبوع إلى أسبوعين «مكّن من توفير الاحتياجات الضرورية منها للمواطنين في انتظار فتح الطرقات لإعادة تموين هذه الصيدليات». وتفيد المعطيات التي أوردها المتحدّث بأن عدد الصيدليات في الجزائر يُقدّر حاليا ب 8600 صيدلية خاصة، وهو ما يعني نسبة 95 بالمائة من العدد الإجمالي، إلى جانب 900 صيدلية عمومية و50 صيدلية تابعة لمصالح الضمان الاجتماعي، فيما نفى على هذا المستوى أن يكون هناك أي غلق للصيدليات بفعل ندرة الأدوية التي أثيرت مؤخرا، بل برّر مثل هذه الخيارات ب «انخفاض هوامش الربح». ومن هذا المنطلق أشار إلى أن هذه الهوامش عرفت انخفاضا كبيرا بعد أن انتقلت من 33 بالمائة إلى 20 بالمائة خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهو ما اعتبره «نسبة ضئيلة بالنسبة للتجارة بالتجزئة ومن الصعب أن تستمر العديد من الصيدليات في النشاط في ظل الظروف الصعبة التي تعرفها سوق الّأدوية».