''السنابو'' يطالب بإنشاء مجموعات صيدلانية لمواجهة ضغوطات الموزعين طالبت نقابة الصيادلة الخواص بالتعجيل في وضع إطار قانوني يسمح لمهنيي القطاع بتنظيم أنفسهم في مجموعات لمواجهة ''الضغوطات'' الممارسة عليهم من طرف موزعين، يفرضون عليهم أدوية غير مطلوبة ومنتهية الصلاحية، كشرط للحصول على أدوية حساسة ومفقودة. حذرت النقابة الوطنية للصيادلة الخواص من ممارسات غير قانونية سترافق تطبيق تعليمة الحكومة القاضية بالتموين المباشر بالدواء؛ حيث سيعمد المتعاملون المعارضون للقرار إلى خلق ندرة أكثر حدة في السوق قصد عرقلة تطبيقه، من خلال تخزين كميات من الأدوية الحساسة، لإرغام الصيادلة على الرضوخ مجددا لضغوطات الموزعين. وفي هذا الإطار، أكد رئيس النقابة مسعود بلعمبري، في تصريح ل''الخبر''، بأن وزير الصحة مطالب اليوم بوضع آليات لحماية سوق الدواء من ''انتهازيين'' يقفون وراء الفوضى الكبيرة التي يشهدها القطاع، في ظل الإصلاح الذي أعلنه مؤخرا، وموازاة مع قراره رفع الإنتاج الوطني إلى 70 بالمائة من السوق في حدود .2014 وقال ذات المتحدث، بأن الصيادلة الخواص يتعرضون لضغوطات يومية مسلطة عليهم من طرف الموزعين، ويتعلق الأمر ''بالبيع المقيد، حيث تمادى عدد من الموزعين في خرق القانون من خلال فرض قوائم مواد صيدلانية غير مطلوبة في السوق الوطنية، أو لم يبق على مدة صلاحيتها إلا أسابيع قليلة، كشرط لبيع أدوية حساسة. والأخطر من ذلك، أن يقوم هؤلاء بمساومة الصيدلي وتهديده بقطع التموين في حالة رفض هذه القوائم المقيدة''. وتجسدت هذه الضغوطات فعليا خلال الندرة الحادة التي عرفتها بعض الأدوية المطلوبة. والغريب في الأمر، يقول بلعمبري، أن أنواعا من الأدوية اختفت فجأة من السوق منذ أشهر عادت مرة أخرى للظهور وبنفس الرقم الموجود على العلب. وهو أكبر دليل على أن هذه الأدوية لم تكن مفقودة فعليا، وإنما تم تخزينها. واستدل محدثنا، في هذا الإطار، باعتراف وزير الصحة، الذي قال أول أمس، خلال اللقاء الذي جمعه بمتعاملي القطاع من موزعين ومصنعين ومنتجين وصيادلة ونقابات، بأن الندرة ''مفبركة''، حيث توعّد من يقف وراءها بأشد العقاب. تجاوزات الموزعين لا تتوقف عند هذا الحد، يضيف رئيس ''السنابو''، فمعظم هؤلاء يتعاملون بسياسة الكيل بمكيالين مع الصيادلة؛ حيث يتم التمييز بين صيدليات صغيرة تقع في مناطق معزولة وأخرى كبيرة متمركزة في المدن. وكثيرا ما تحرم الفئة الأولى من الكميات المطلوبة في حين يستفيد الصيادلة الذين ينشطون في المدن الكبرى من جميع الطلبيات المقدمة. وهنا بالذات، توقف بلعمبري ليرد على مصنعي الدواء الذين عارضوا بشدة تعليمة أويحيى، حينما قالوا بأن التوزيع لم يكن يوما من مهامهم، حيث قال بأنه حتى الموزعون الموجودون حاليا والذين يمتهنون الحرفة، لا يقومون بعملهم مثلما ينص عليه القانون، فلا بد، يضيف، من التكيف مع مختلف المراحل التي تمهّد لإصلاح القطاع مادام الهدف واحدا.