في التفاتة تكريمية لروح الفنان الراحل مؤخرا فقيد الأغنية القبائلية شريف خدام؛ أطلقت مؤسسة «فنون وثقافة» لمدينة الجزائر وبمساهمة جمعيات التشكيلين وأصدقاء الفنون الجميلة تظاهرة ثقافية مميزة، إذ افتتح برواق مركز التسلية العلمية معرض جماعي تحت عنوان “التشكيليون يكرّمون الفنانين الموسيقيين ” .. من خلال 40 بورتري لفنانين من مختلف أنحاء الوطن برزوا في أداء طبوع متنوّعة من الغناء الشعبي و الكلاسيكي و العصري قدم المشاركون شهادة تكريم خاصة لكل هؤلاء الفنانين الذين تركوا بصمات بارزة في الطرب الجزائري. في هذه المبادرة التي أعطيت الحرية للرسامين المشاركين في المعرض في اختيار الفنانين الذين رسموهم مما يفسّر وجود عدة بورتريهات لبعض المطربين على غرار ” الحاج محمد العنقا “و مطربة الحوزي ” فضيلة دزيرية” و فنان الأغنية الترقية “عثمان بالي” و أيضا ” الأديبة و المغنية ” طاوس عمروش “و كذا عدة لوحات للفنان شريف خدام ... ومن بين البورتريهات المثيرة في هذا المعرض التكريمي للطرب الجزائري ” صورة الفنان ” سفينجة ” الذي أنجزته الفنانة التشكيلية حفيظة سديرة ” التي تمكنت بعد بحث كبير كما قالت من الوصول إلى صورة للفنان الذي رحل في عام 1904 في كتاب قديم بإحدى المكتبات. لقد أعطت هذه اللوحة صورة جميلة عن هذا الفنان الذي يجهل عن حياته و فنه الكثير وقد بدا متألقا في لباسه التقليدي مع مسحة مؤثرة من الرقة والحنانة. وكان للمرأة الفنانة حضورا مميزا في مجموعة ال 40 لوحة المعروضة وأيضا من خلال مشاركة مكثّفة للفنانات التشكيليات و قد أعطت اللوحات الخاصة بصور مطربتي الحوزي “مريم فكاي” و”فضيلة الدزيرية” نكهة خاصة للفضاء حيث تقول التشكيلية أحلام كردرغلي أنها أردت من خلال اللوحتين تكريم المطربات الجزائريات. و تختلف دواعي الاختيار و المشاركة من فنانة إلى أخرى و قد تدخل عوامل شخصة و نفسية و خاصة في اختيار الفنانين كما هو الشأن بالنسبة للرسامة جازية شريح التي شاركت بلوحتين حمّلتهما شحنة من الأسى والحزن. الأولى خاصة بأخيها الموسيقار ” رفيق شريح الذي توفي في أوت الماضي و الثانية لقريبها الفنان المرحوم عبد الرزاق بوقطاية. كما حضرت في هذا المعرض روح الفنان المبدع محمد ايغربوشن الذي توسطت صورته صورتي آيت منقلات و الراحل شريف خدام بفضل ريشة الفنان غرمود مجيد و أيضا فيلسوف الأغنية القبائلية سليمان عازم الذي إعادته للذاكرة ريشة الفنان تربيش مولود الذي قدم أيضا بورتري للفنانة ترقية مجهولة تحية كما قال لهذا الفن الذي يعود لأكثر من 5الاف سنة. هذا المعرض الذي يهدف حسب الفنان مجيد غرمود من “جمعية أصدقاء الفنون الجميلة” إلى تخليد مطربين من مختلف مناطق الجزائر ومن مختلف الطبوع سمح أيضا باستعادة ذكريات و أسماء استطاعت في سماء الغنائي الجزائري من خلال بورتريهات أنجزت بتقنيات وأحجام مختلفة. و من بين اللوحات المثيرة للانتباه في المعرض عملين للشابة عمري سامية من بجاية التي رسمت شريف خدام و عبد القادر شاعو ببصمة تميزها ألوان الوطنية وأيضا بورتريه بحجم كبير لفنان مجهول على غرار الجندي المجهول كتحية لكل الفنانين الجزائريين.