يرفع معرض ''الفنانون التشكيليون يخلدون ذكرى الفنانين الموسيقيين'' إلى روح فقيد الأغنية الجزائرية الملتزمة شريف خدام الذي فقده محبّوه يوم 23 جانفي الماضي بأحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس، وعبر جدران مركز التسلية العلمية بالجزائر العاصمة، سلطت 39 لوحة فنية الضوء على أهم أعمدة الموسيقى في الوطن من خلال بورتريهات مختلفة الأساليب تناولها 17 رساما، وشكلت فسيفساء جميلة تعكس بحق تميز الرجال الذين قدموا للموسيقى الجزائرية الكثير. المعرض نظمته مؤسسة ''فنون وثقافة'' بداية من أول أمس ويتواصل إلى غاية 6 مارس الداخل، وأريد له أن يكون مهدى إلى عميد الأغنية الأمازيغية ومبدعها الراحل شريف خدام، بالنظر إلى المكانة التي كان يتمتع بها الفقيد في الساحة الموسيقية الجزائرية، لاسيما وأنه غادر الحياة وترك وراءه جواهر موسيقية لن تزول برحليه، وأغاني أرخت لأسطورة فنان اشتهر بوطنيته مثلما اشتهر بموسيقاه السيمفونية المميزة. هذه الوطنية تأثر لها الرسام بديدي بدر الدين وجعلته صدفة يرسم بورتريه للراحل شريف خدام عشية وفاته، واعتمد في ذلك تقنية الرسم بقلم الرصاص التي يحبذها وهي طريقة كلاسيكية، فاستطاع أن يرسم شخصية الرجل أكثر من رصد ملامحه المتجعدة، وقال الرسام ل''المساء'' إنه خلال رسمه للوحة تاه في التجاعيد الكثيرة التي سكنت وجه دا شريف، بسبب ثقل 85 سنة من عمره أفناها من أجل فن راق ورفيع. وقال الرسام إنه عند رسم بورتريهات الفنانين الموسيقيين، يلجأ للاستماع إلى أغانيهم وإبداعاتهم لينهل منها شيئا من الإلهام، وبورتريه شريف خدام لم يسقط عن القاعدة، وأبرز أهمية شخصية شريف خدام في المجتمع الجزائري، إذ يحظى باحترام واسع نظير فنه الملتزم، وهو بدوره كرسام يحترمه ويحترم حكمته التي تميز بها عن باقي الفنانين الآخرين، وذكر أنه أحب التجاعيد التي رسمت وجه الفنان، ولكنه في لوحته خفف منها. كما كان للتشكيلي لوحات أخرى بالتقنية نفسها، إذ رسم بورتريهات كل من عبد الرزاق بوقطاية، عثمان بالي وسامي الجزائري. من جهتها، تناولت الرسامة لعلامي وهيبة مراحي في لوحة سمتها ''الفنانون هنا'' بتقنية اللصق، الفنانين الذين التقتهم والذين أعجبت بأعمالهم الإبداعية، في لوحة مشكلة من قصاصات جرائد ومجلات وأشياء أخرى. ويقدم المعرض 39 لوحة بمختلف التقنيات لفن البورتريه، رسمها 17 رساما تشكيليا، عرّجوا على مختلف مناطق الوطن من خلال اختيار رموز من كل منطقة ومن كل زمان، على غرار الطاوس عمروش، الهاشمي قروابي، عبد القادر شاعو، محمد العنقة، سليمان عازم، بن صاري، حميد بارودي، أحمد وهبي، محمد الطاهر فرقاني وغيرهم. وحسب منظمي الفعالية، فإن المعرض يهدف لخلق حدث جواري صغير من شأنه أن يكون خطوة أولى لتوالي الخطوات نحو تنظيم معرض أكبر بمناسبة اليوم الوطني للفنان، وكذلك للمشاركة في جائزة عائشة حداد المرتقبة شهر جوان المقبل، وأشار المصدر إلى أن فعاليات مماثلة سوف تُدرج لاحقا لتكريم أعمدة فن المسرح والسينما ومختلف الفنون.