أشرف رضوان محمدي مدير مؤسسة فنون وثقافة نهاية الأسبوع الفارط على حفل تكريم رمز من رموز الطرب الجزائري الأصيل وذلك بقاعة القصبة بمسرح الهواء الطلق العادي فليسي، ويتعلق الأمر بخالتي شريفة والجيدة، وأكد في تصريحه ل''الحوار'' أن هيئته سطرت سلسلة من التكريمات على مدار السنة لفائدة نجوم الفن الجزائري الذين تلألأت سماء الساحة الفنية الجزائربة بنورهم وساهموا في صنع مجد الأغنية الجزائرية بمختلف طبوعها. وعلى صعيد مماثل اعتبرت الفنانتان المحتفى بهما أن هذا التكريم الذي أقيم على شرفيهما قد أيقظ فيهما حماس الماضي وذكرهما بمرحلة العطاء الفني، ورغم محدودية وسائل الإنتاج المتاحة آنذاك إلا أن ذلك لم يثبط من عزيمتيهما وواصلتا العمل دون هوادة وأنتجتا العديد من الأغاني الملتزمة بألفاظ نقية استوطنت القلوب وسلبت آذان الجماهير الذين استمتعوا بدفئها. كما اغتنمت شريفة المناسبة للرد على هؤلاء الذين أذاعوا خبر وفاتها قائلة: ''نعم لقد توفيت وعدت للحياة مجددا وأطمئن الجميع أن كل واحد منا له مكان هناك''. بعدها توالت على منصة العرض العديد من الأسماء الفنية للإدلاء بشاهدتهم الحية حول المسيرة الفنية لكلتا المطربتين الحافلة بأعظم العطاءات، حيث أكد بالمناسبة أحد شموع الإذاعة الوطنية الأستاذ مجيد بالي أن الفنانات الجزائريات أمثال مريم فكاي، فضيلة الدزيرية، أنيسة، شابحة، لالة يمينة، جميلة، الجيدة وغيرهن قد أنتجن ما يفوق عن 4000 أغنية وأنتجت المطربة الشريفة بمفردها ما يعادل ال 1000 أغنية، وتكون المطربة بذلك -يقول بالي- قد حطمت الرقم القياسي في ميدان الكتابة والتلحين. وفي السياق ذاته أوضح الأستاذ زهير عبد اللطيف الذي رافق جل الفنانين الجزائريين طيلة عقود من الزمن أن الفنانتين قد ولجتا تاريخ الأغنية الجزائرية من بابه الواسع وقد أديتا واجبهما الفني جملة وتفصيلا ورفعتا من قيمة الأغنية الجزائرية وسمتا بها في سماء عالم الطرب على غرار أم كلثوم، وإسمهان، وسميرة توفيق، وصباح... في وقت وئد فيه صوت المرأة الجزائرية لدرجة حظر مجالسة المغنيات والتعامل معهن، ولم تفوت الممثلة بهية راشدي فرصة حضورها في الحفل وحيت بدورها المكرمتين والروح الفنية العالية التي طبعتهما وعلى صبرهما على المحن التي تعرضتا إليها خلال حياتهما الفنية.