تأكد بشكل رسمي عدم ترشح الأمين العام لجبهة التحرير الوطني ضمن قوائم الحزب التي ستدخل سباق الانتخابات التشريعية بعد أن أوعز «عبد العزيز بلخادم» ذلك إلى أولوية التفرّغ كلّيا لتسيير شؤون «الأفلان» الذي لا يوجد في أحسن أحواله، فيما انتهى الجدل بخصوص رأس قائمة العاصمة الذي عاد إلى عضو المكتب السياسي «عبد العزيز زياري أفادت مصادر مسؤولة في حزب جبهة التحرير الوطني أن المكتب السياسي فصل نهائيا في رأس قائمة مرشحي العاصمة التي ستدخل سباق التشريعيات، حيث تمّت تزكية القيادي «عبد العزيز زياري»، الرئيس الحالي للمجلس الشعبي الوطني، من أجل قيادة «الحزب العتيد» بهذه الولاية المحورية في المعترك الانتخابي المقبل. وقد حصل «زياري» وفق ما توفّر من معلومات لدى «الأيام» على تزكية الأمين العام خصوصا بعد التجربة التي اكتسبها طيلة السنوات الخمسة التي تولى فيها تسيير شؤون الغرفة الأولى للبرلمان. وبهذا القرار يكون «عبد العزيز بلخادم» قد وضع حدّا للإشاعات التي انتشرت في الفترة الأخيرة عن وجود «صراع خفي» بين ثلاث قيادات في «الأفلان» قصد الظفر بهذا المنصب ضمن قائمة العاصمة، وقد جرى الحديث بقوة طيلة المدة الماضية عن تسابق محموم بين كل من الوزير السابق للعلاقات مع البرلمان، «عبد العزيز زياري»، والوزير الحالي للتعليم العالي والبحث العلمي، «رشيد حراوبية»، الذي رشحته أوساط لأن يكون الرئيس المقبل للمجلس الشعبي الوطني. وعلى صعيد متصل علمت «الأيام» من مصادرها بأن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني قرّر عدم دخول السباق، ويكون قد أبلغ مقرّبيه بأنه يعتبر نفسه غير معني بهذه العملية مع الحرص على تعزيز صفوف «الحزب العتيد» ومواصلة لمّ الشمل وتوجيه كل الجهود نحو أولوية كسب رهان اقتراع العاشر من شهر ماي المقبل. وكان «عبد العزيز بلخادم» أبقى على الغموض بخصوص إمكانية ترشحه من عدمها إلى درجة أنه رفض الخوض في هذه المسألة لما سُئل خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس الأوّل بمقر الحزب فردّ بجواب مقتضب: «ستعرفون ذلك في حينه» أي يوم 21 من شهر مارس الحالي. ويجدر التذكير بأن العدد الإجمالي المترشحين لقوائم «الأفلان» الذين سحبوا الاستمارات وصل إلى 3409 مترشح، من بينهم 702 امرأة بما يمثل نسبة 20.5 بالمائة، فيما بلغ عدد المترشحين الذين يقل عمرهم عن 40 سنة 744 مترشح، وهو ما يعادل مترشح بنسبة 21.8 بالمائة، كما ترشح 66 مجاهدا و153 من أبناء الشهداء، زيادة على أن 2094 من المترشحين من ذوي المستوى الجامعي. وكان «عبد العزيز بلخادم» قد اعترف بأن المعركة الانتخابية «سوف لن تكون سهلة» ما دفعه إلى تجديد التأكيد بأن حزبه سيراعي «معايير الكفاءة لأنه يجب أن تكون لدينا كتلة برلمانية أقدر على الإسهام كون الأمر يتعلق بتعديل الدستور»، ملتزما في الوقت نفسه بأن تكون نسبة المرونة «صفر» عندما يتعلق الأمر ب «المصداقية والنزاهة وطهارة الفكر والجيب». ويكون المكتب السياسي ل «الأفلان» قد شرع منذ الجمعة الماضي في التقييم السياسي للمترشحين خصوصا الأقدر على كسب الأصوات والمقاعد، ووفق ذلك سيتم وضع قائمة أولية من المرشحين المحتملين أقرب إلى عدد المقاعد في كل ولاية، فيما تشير التوقعات إلى الانتهاء من هذه العملية يوم 16 مارس على أقصى تقدير. ثم يأتي الدور عقب ذلك على حصر القائمة بعدد المقاعد وكذا تحديد المستخلفين مع ضبط رؤوس القائمة في الفترة بين 18 إلى 20 من هذا الشهر.