كشف مصدر قيادي في جبهة العدالة والتنمية أن غالبية المكاتب الولائية استكملت إعداد قوائم الترشيحات التي سيدخل بها حزب «عبد الله جاب الله» الانتخابات التشريعية المقبلة، مشيرا إلى أن الفصل فيها يبقى قضية وقت فقط بعد أن توافق عليها القيادة خلال أيام قليلة، مستنكرا «تكتل الجزائر الخضراء» الذي اعتبر أنه «تأسّس لتكسير حزبنا». شدّد عضو المكتب الوطني في جبهة العدالة والتنمية، «لخضر بن خلاف»، الذي يعتبر واحدا من أقرب المقرّبين من رئيس الحزب «عبد الله جاب الله»، على أن أكبر هاجس يبقى يثير المخاوف هو نزاهة الانتخابات التشريعية المقبلة، وعلى الرغم من إبداء ارتياح الحزب الذي تأسس حديثا من مضمون الخطابات والتعهدات التي أطلقها رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة إلا أن ذلك لم يمنعه من تسجيل بعض التحفظات. وعليه أكد «بن خلاف» في تصريح خصّ به «الأيام» أن التجارب السابقة تدفع نحو الإبقاء على حالة الترقّب، قبل أن يُضيف بنوع من التشكيك: «لطالما سمعنا كثيرا بمثل هذه الخطابات في حين أن الممارسة أثبتت عكس ذلك»، ثم حاول التدارك بتفاؤل كبير: «عموما أعتقد أن الظروف التي ستُجرى فيها التشريعيات المقبلة تختلف كثيرا عن سابقاتها، ونتمنى فقط أن يكون أصحاب القرار قد استوعبوا الدروس بما فيه الكفاية حتى يأخذوها بعين الاعتبار بما يخدم الشعب والبلد». إلى ذلك تفادى محدثنا الخوض في مسألة الأهداف التي سطّرتها الجبهة في اقتراع العاشر من شهر ماي المقبل من منطلق أن الحزب حديث النشأة وأولوياته هيكلة قواعده نضالية للمستقبل، قبل أن يتراجع عن تحفظه ليؤكد أنه سيتم اعتماد الكفاءات الكفيلة بحصد أكبر عدد من الأصوات، وأتبع ذلك بقوله: «نحن واثقون في مرشحينا بنفس القدر الذي نثق فيه بالوعاء الانتخابي الذي اكتسبناه طيلة سنوات طويلة من النضال»، وذهب إلى حدّ الجزم بأنه بمقدور جبهة العدالة والتنمية كسب أصوات خارج وعائها من التيارين الوطني والديمقراطي. كما انتقد «لخضر بن خلاف» بشدّة تحالف الأحزاب المحسوبة عن «التيار الإسلامي» وهي حركة مجتمع السلم ومعها حركتا «الإصلاح» و«النهضة»، وعلّق على ما أصبح يسمى ب «تكتل الجزائر الخضراء» على أنه «غير موجود» في نظر جبهة العدالة والتنمية. وعلى حدّ تعبيره فإن متهما الأحزاب الثلاثة «تحالفت من أجل تقديم خدمة للسلطة لإضعاف حزبنا»، مضيفا في الوقت نفسه «هذا التحالف لا يخيفنا لأنه جاء أصلا ليكون ضدّنا»، لكن ما يهمّه في نهاية الأمر «هو أن تجرى التشريعيات المقبلة في ظروف يتم فيها احترام أصوات الجزائريين». ووفق المعطيات التي قدّمها كشف عضو المكتب الوطني بجبهة العدالة والتنمية فإن القيادة ستحسم في «أقرب الآجال» في كافة قوائم الترشيحات التي وصلتها من 48 ولاية مع أربع دوائر انتخابية بالمهجر، وأفاد أن المرحلة الأساسية من عملية إعداد هذه القوائم قد تمّت بعد تكليف المكاتب الولائية مباشرة عقب المؤتمر التأسيسي، موضحا أن هذه الآلية اعتمدت على تقديم ثلاث بدائل عن كل ولاية لكل بديل ترتيب لأسماء المرشحين. ومن خلال ما صرّح به القيادي في حزب «عبد الله جاب الله» التي تُعتبر من بين التشكيلات المرشحة بقوة لحصد أصوات المتعاطفين مع «التيار الإسلامي»، فإن جبهة العدالة والتنمية لن تخرج عن المعايير المعتمدة في اختيار المترشحين على غرار الكفاءة والنزاهة وكذا السمعة الطيبة. وإلى جانب المعايير التنظيمية فإن محدّثنا أشار إلى وجود «مقاييس ذاتية» متصلة بالانتشار الجغرافي مع المواصفات الشخصية للمترشح، ليخلص إلى القول: «وعلى هذا الأساس سنقوم في نهاية المطاف بترتيب مرشحينا».