في إطار نشاطاتها الثقافية المتجددة حلّ أمس الإعلامي المتألق «أحمد بن صبان» مدير محطّة ورقلة الجهوية للتلفزيون الجزائري ضيفا على جمعية “الكلمة” للثّقافة والإعلام بحضور عدد من المثقّفين وطلبة الجامعة وأصدقاء الإعلامي من بينهم الفنان “محمد فؤاد ومان“. من النقاط الأساسية التي دار حولها النقاش هو قانون الإعلام الجديد وما يحمله من جعبته من إصلاحات وحلول ناجعة للخروج من الوضع الراهن، وقد قدم بهذا الصدد مجموعة من الشّروحات من منطلق تجربته الإعلامية الكبيرة التي ترجع لسنوات طويلة من العطاء في الميدان، حيث ذاع صيته وعرفه الجمهور من خلال الحصّة التي لاقت نجاحا كبيرا “بين الثانويات“، كما تقلد عديد المناصب بالتلفزيون الجزائري كرئيس تحرير ومدير للإنتاج، وهذا ما جعله يكتسب خبرة هامة، وقد صرّح الإعلامي أحمد بن صبان لجمهور جمعية الكلمة بخصوص ذكرياته مع رفقاء الدرب وخاصة علاقته الحميمة مع مدير التلفزيون السابق حمراوي حبيب شوقي قائلا: “حمراوي حبيب شوقي لديه كلّ صلاحيات والدي، إنّه بمثابة الوالد ولو يحتاجني في أيّ ظرف أنا متوفر ودون نقاش، و لو طلبني إلى رومانيا حيث يعمل سفيرا لطرت إليه، إنّه نموذج للرجل المثقف والمتفهم لكفاءات الكثير، ساعدني في بداياتي ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، حمراوي حبيب شوقي ساعدني كثيرا وأنا ممتن له فهو ممن كانوا سببا في وقوفي أمام الكاميرا ومنح كلّ ثقته في كفاءتي“.. وفيما يخص الرّاحل المفكر بختي بن عودة فقد قال عنه احمد بن صبان في منتدى جمعية الكلمة: “شجعني على دخول عالم التلفزيون، وآلمني لحد الساعة رحيله في عمر الإبداع، كما آلمني استهداف سيارة الدكتور الرّوائي أمين الزاوي بقنبلة مفخخة مما اضطره إلى مغادرة الوطن“، وقد عاد ضيف منتدى جمعية الكلمة بأذهان الجمهور إلى كواليس حصته المحبوبة “أنتم أيضا” التي تبعث الأمل في القلوب وتستنهض الهمم وتجدد الثقة بالنفس، حيث قال صاحب الحس المرهف: “في الغالب أبكي ذارفا الدموع كطفل حين أجد ضيفي في حصة ” أنتم أيضا” يبكي أو يسرد موقفا مؤثرا، إلى درجة أن وصف الصحفي الشاعر سعيد حمودي الكرسي الذي أجلس عليه بكرسي المبكى“، وقد أكد أحمد بن صبان أنّه تشرف كثيرا باستضافة العملاق «بلاوي الهواري».. وبخصوص المسؤولية والمناصب التي تقلدها صرّح: “المسؤولية تذهب، قد أستقيل وقد أقال، لكن الموهبة والكفاءة ومهنتي كصحفي تبقى وهذا هو الأهم“، وعن واقع المشهد الإعلامي اليوم وحال الإعلاميين أعرب عن أسفه وألمه للأخطاء النحوية التي يرتكبها الكثير من الإعلاميين والصحفيين الجزائريين، لكن إعلاميينا في الخارج في عمومهم فقد شرّفوا الجزائر ومهنة المتاعب، وأكد المتحدث ذاته عن دور المدينة في صنع الأحلام و تحقيق الطموحات قائلا: “وحدها المدن الكبرى بوابة الأحلام الكبيرة“. وفيما يخصّ المنصب الذي يشغله حاليا كمدير للمحطة الجهوية للتلفزيون بورقلة أكد صاحب ال 42 سنة من الكفاح والنضال والابن البار لمدينة مستغانم أنّه أعطى تعليمات صارمة لاستقبال كلّ من يقصد مكتبه وبدون استثناء، وهذا نابع عن رفضه للممارسة البيروقراطية التي أصبحت السمة البارزة للإدارة في الجزائر، وقد سرد بهذا الخصوص حادثة طريفة حدثت معه: ” ذات يوم طلب لقائي أحدهم في مكتبي فاستقبلته ولما طلبت له كوب شاي واستفسرته عن غرضه قال:” في الحقيقة ليس لدي أيّ طلب فقط سمعت أنك ناس ملاح وتستقبل كلّ الناس فقلت نشوف بعيني“